نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 387
إنه تعالى يقول ( ويريكم آياته . فأي آيات الله تنكرون . أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) . * * * والعمل بالقيم الإسلامية داع إلى سن القانون الإسلامي الموحد لتجري أمور المسلمين ، ومعاملاتهم كافة ، وعقوباتهم إذا انحرفوا عن الجادة ، على نسق واحد . يسمو بهم في معاملاتهم كل يوم ، ويمنع الجريمة ، وينتشل الهلكى من أعماق السجون . ويصون المعنى التعبدي في كل حكم فقهي ، والجانب الإنساني في كل حكم جنائي . ولا جرم إن تقنين الفقه الإسلامي والعمل به هو الإسهام الأعظم منا في الحضارة المعاصرة ، وبأعظم ما نملك من القيم . ونحن قادرون على ذلك باستعمال مصادرنا العلمية . وأين من شرع الله قوانين البشر ! والخطر اليوم يملأ الأفق : لقد تطرقت إلى الأرض العربية والإسلامية الدعوات الإلحادية والمادية المدمرة للقوى الذاتية للأمة ، يؤيدها امتياز القوة ، والمال المبذول بسخاء ، والتكنولوجيا التي تخطف البصر . ورفع الاستعمار الفكري والسياسي والاقتصادي أعلامه عالية ! وما التبشير الديني الأوربي والأمريكي في بلدان المسلمين إلا وجه واحد من وجوهه أما الغزو الداخلي للإسلام - من داخل مجتمعات المسلمين - فشر مكانا وأنفذ أثرا . والأوربيون - من كل معسكر - يسلطون علينا أسبابه . إن التاريخ يعلمنا أن وجود إسرائيل في الأرض التي كان الصليبيون يحتلونها - بالذات - ليس مصادفة . بل هو فكر غربي قديم . أقام بالفعل ، وبالقوة ، دولة صليبية - هنا - في هذا المكان . وإنما يكرر الفكر الأوربي نفسه ، بعد سبعة قرون ، بغرس دولة " يهودية " ، بدلا من دولة " صليبية " ، في القلب ، من جسم العرب . وإسرائيل دولة " دينية " مد الغرب إلينا بها مخالبه والدفاع ضد دولة
387
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 387