نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 376
مناهج للدنيا . ومعلم للإصلاح والتشريع والسياسة والاقتصاد . وهي الوسائل المحركة للتقدم في جميع الأمم . فلا عجب أن كانت دعوات الإصلاح ، ودعاءات الرجاء في كل العصور ، تتلمس في علمه المدون ، وسيرته التي يمجدها المسلمون ، ذكريات فضائل تمشى على الأرض ، وتطبيقات مفلحة ، لتعاليم كفيلة بإقامة حكم صالح يرد الحكام إلى الدين . ويعيد الدين غضا في أنفس الناس كما كان في أفئدة السلف الصالح . ويتراءى مصداق هذه الحقيقة " للقانون الطبيعي " للإسلام ، أو للطبيعة الدينية للمجتمع المسلم ، في قيام الدولة العباسية بدعوى " تصحيح التاريخ " وبشعار " الدعوة إلى الرضا من آل محمد " . فلما أجهضت هذه الدولة مبادئها بخعت نفسها . فصارت ملكا عضودا خيراته للملوك . فلم يك معدى عن إعادة التصحيح بالعودة إلى رسالة النبي وتعاليمه وآله . وإنما انحرفت الدولة الإسلامية في تجاربها التي أقامتها الدول الأموية والمروانية والعباسية لغصبها حقوق أهل البيت ، ونصبها العداء لهم ، في موجة انصراف الحكام ، عن مصالح الأمة وشريعتها ، إلى شهواتهم . فتصحيح التاريخ يبدأ بإقرار حق على وأبناء النبي والعمل بالشريعة . والتاريخ خاضع لقانون الطبيعة أو قانون الحركة ( لكل فعل رد فعل . مساو له في المقدار . ومضاد له في الاتجاه ) . والحقائق الكبرى في التاريخ ، كالظواهر العظمى في الطبيعة ، لا تخفى . والذي يخفى الحرارة أو البرودة لا يبغته الغليان أو التجمد ، أو رعدة الحمى أو رعشة البرد . والذي يخفى الضغط الجوى لا يأخذه الانفجار أخذ الفجاءة . " وعمر بن عبد العزيز " " والمأمون " هما الانفجاران المحتومان في دولتي بنى مروان وبنى العباس . لأنهما الممثلان الصادقان للضمير الإسلامي ، في الدولة أو الجماعة أو الأفراد ، أو في العلم أو الحكم أو العدل أو الجهاد ، على رأس المائة الأولى ورأس المائة الثانية . * * *
376
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 376