نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 358
تقضى عليه . ومن أجل ذلك صار مباحا الاتجار في مال اليتيم لحسابه حتى لا يأكله الزمن - وإنما يستعمل المال في التجارة وفي الصناعة والزراعة وسائر الوجوه . فلا يكنز ولا يؤخذ عليه ربا ، بل بتواصل المسلمون فيه بالمعروف . سئل الصادق : لم حرم الله الربا ؟ وأجاب لئلا يتمانع الناس المعروف ) . والمعروف مطلوب في العلاقات العادية والمالية وبين جميع المتعاملين ، في القروض ونظرة الميسرة أو المشاركة في مخاطر الاتجار أو الاستصناع والمزارعة والخدمات ، وسواها ، لتجري الأرزاق لهم ، من الله ، على أيديهم . وأول الواجبات في المال أن يكون أداة تعمير للدنيا باستثماره ، وللأنفس بمشاركة المحتاجين إليه ، سواء للعمل به أو للعيش منه . وألا يكون وسيلة للاستعلاء وإنما وسيلة للتواصل . يتأدى بها المسلم إلى المسلم إلى العمل الصالح . ومن الأوليات في هذه الواجبات الاقتصاد والترفق : يقول الإمام " أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق . والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال " . والرفق لا يعجز عن شئ . والتبذير لا يبقى معه شئ . وفي القليل كفاية مع القناعة . والكثير لا يغنى مع السرف . . وفي المعنى ذاته يقول الصادق " ضمنت لمن اقتصد الا يفتقر " وإنما يفتقر من يتجاوز الحدود ، ويبعثر قواه ، ويخسر أشياءه . وبالرفق في الأمور تجرى الحياة بين الناس على نسق مقبول . يقول الإمام " من كان رفيق في أمره نال ما يريده من الناس " . والله تعالى يحب الرفق في الأمر كله . العبادة وانفاق المال : يكاد أكثر ما جمع من تعاليم الإمام في الأبواب الاجتماعية والاقتصادية ، يتجه بفحواه شطر هذا الوجه من وجوه العبادة .
358
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 358