نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 359
والله تعالى يصف المتقين في محكم كتابه ، في أول صفحاته ، بأنهم ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) . وكل نعمة رزق . يقول عليه الصلاة والسلام ( نعمتان مغبون فيها أكثر الناس . الصحة والفراغ ) فهاتان نعمتان يسأل عنهما الإنسان . والإمام يقول : " المعروف زكاة النعم " . فالمعروف زكاة واجبة لمجرد الفراغ من التبعات والسلامة من المرض . * * * ومن التطبيق الإسلامي للإنفاق ووجوهه المادية والمعنوية يظهر أنه العبادة الإسلامية الشاملة لكل الناس ، ولكل شئ ولكل ساعة في الحياة يتاح فيها مد يد بالمودة للغير . بالعطاء أو قبول العطاء ، والإقراض أو الاقتراض ، ودفع الأذى ، أو مجرد المعونة بالفعل أو القول ، أو بالعمل المادي ، أو بمجرد الكف عن الأذى ، وما إلى ذلك من أبواب التعاون بين أفراد المجتمع . سواء بالمال أو بالسعي أو بالجاه أو بمجرد الاهتمام . واهتمام المسلم بما أهم المسلم هو الذي يهب المغرور دفئا والمكروب برءا والمنكوب طمأنينة . يقول صاحب الشريعة ( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ) ولما حصرت الشريعة الفرائض رحمة من الله بعباده المكلفين ، أطلقت المندوبات . لتتيح لهم أن يتطوعوا بالعمل الصالح كيفما قدروا وحيثما وفقوا - وبخاصة في إنفاق المال - ثم أكثرت الحض عليه . ثم جعلته ممكنا للجميع . وفي وجوه النشاط الإنساني جميعها . يقول الإمام " ليعن بعضكم بعضا فإن أبانا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه شهرا في المسجد الحرام " وإياكم وإعسار أحد من إخوانكم المسلمين فإن أبانا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " ليس لمسلم أن يعسر مسلما . ومن أنظر مسلما أظله الله يوم القيامة بظله حيث لا ظل إلا ظله . . "
359
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 359