نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 347
( ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه . ولكن خيركم من أخذ من هذه لهذه ) . ( العمل ) العمل عند الشيعة قوة الإنتاج الكبرى . ومن أجل ذلك كان العمل للمعاش فرضا على المؤمن ليحيا في هذه الدنيا . ولا يجوع فيها ولا يعرى ، أو تجرفه القوى . أو يحرفه الفراغ واللهو . أو تفسده طراوة الدعة - وأول ما ينبغي له البدء بتقوية النفس . وتبرئتها من الشح والطمع . وحثها على طلب الحلال . يقول الإمام ( مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب العطشان منه ازداد عطشا ) و ( أربعة تذهب ضياعا . الأكل بعد الشبع والسراج في القمر ، والزرع في السبخة . والصنيعة عند غير أهلها ) - أما المؤمن فهو " من طاب مكسبه وحسنت خليقته ووضحت سريرته و أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من كلامه . وكفى الناس شره وأنصف الناس من نفسه . وهو حسن المعونة خفيف المؤنة جيد التدبير لمعاشه ولا يلسع من جحر مرتين " . ثم يضع الإمام الضوابط للسعى في الحياة وتحصيل المعايش فيقول : " ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع . ودون طلب الحريص الراضي بدنياه . المطمئن إليها . أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف . وترفع بنفسك عن منزلة الواهن الضعيف . وتكسب ما لا بد منه للمؤمنين " . وهو إذ يوصى بالإجمال في الطلب . ينادى بالحكمة في الإنفاق ، فيقول " إن السرف يورث الفقر وإن القصد يورث الغنى " . وتدبير المعاش أساسي ليجتمع للمرء مال يكفي نفسه . ويفصل منه على غيره . ويؤدى به واجبه في الدين والدنيا . ومن أجل ذلك كان الصادق يعمل بيده . ويتجر . وينفق أمواله على الناس . وهو الإمام القدوة . ليوجه أنظار شيعته للعمل في الحياة الدنيا . كي يقدروا على أعباء الحياة وأداء الزكاة وصلة الرحم والإنفاق في المحتاجين . ولا يمكن المرء من كل
347
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 347