نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 326
وكثير من المبادئ التي تحدثنا عنها قبل ، والتي سنتحدث عنها بعد ، شذرات من دروس ، متداولة عن الإمام ، لو حاولنا جمعها كنا كمن يجمع مصابيح السماء . وقد يكفي في هذا المقام ذكر بعض توجيهات الإمام " لشيعتنا " كما يقول . أو " للجعفري " الجدير بالانتساب للإمام ، كما يسمى تابعيه . وإذ كانت هذه التوجيهات إشارات إلى مؤهلات الانتساب إليه فهي تقطع بأنه كان يعد " دعاة " يدعون لمجتمع يدين بمبادئه . وهذه المبادئ ، مضافة إلى الفقه المدني والجزائي ونظرية الإمامة ، كافية لإقامة مذهب متكامل تقوم على قواعده " دولة " تكفل الجزاء والثواب ، فالقاعدة القانونية ، مع العقيدة الدينية والنظريات الخلقية ، كالماء الذي يسقى البذور الصالحة التي تنتظر الزمن لتشق الأرض و تظهر ، في حماية الدولة . ولقد كلل الله بالنجاح سعيه . وظهرت دول ومجتمعات ازدهرت في العالم ، مع اصطناع التغييرات التي تستدعيها حاجات السلطان والزمان والمكان ، أو الدعاية للدولة ، كما كان الشأن في الدول والمجتمعات الإسماعيلية كالفاطميين المنتسبين إلى إسماعيل بن الإمام جعفر . وأحدثت هذه المبادئ آثارا منجحة في المجتمعات الشيعية ، في أمم إسلامية أو غير إسلامية ، أنمت التمسك الديني بفضائل الإسلام . وأمكنت من الدفاع عنه بقوة وإيمان . وأبدعت عبقريتها الاقتصادية التي طالما حضت عليها تعاليم الإمام . فالتعاليم الصادرة عن الإمام الصادق ليست مجرد أصول فقهية أو فروع علمية كما هو دأب الأئمة من أهل السنة . بل هي تتعدى ذلك المجال إلى كل مجال للناس فيه نشاط سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي . . ومن أجل ذلك العموم في رسالة الإمام و مقامه في الإسلام ، كان شعور أبي حنيفة ومالك وسفيان الثوري وعمرو بن عبيد ونظرائهم أو المقاربين لهم أنهم في مجلسه تلامذة . واعتبار الأمة أنهم هنا لك كذلك وإن كانوا أئمة .
326
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 326