نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 325
فإذا ولى الحاكم فليخش الله في الناس . وليعلم أن فيهم ضعفا ، وأنه مطالب بالعفو والصفح الجميل . يقول الإمام " أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة . وأنقص الناس عقلا من ظلم من دونه . ولم يصفح عمن اعتذر إليه . والناس مطالبون بأن يمحضوا النص بإخلاص . وليس الإخلاص مجرد النية الحسنة أو البدار بالكلام . وإنما هو الفكر الجاد ، وتقليب الأمور على وجوهها . والاستماع إلى المخالفين . فالإمام يقول " لا تكن أول مشير . وإياك والرأي الفطير " . وكثيرا ما تأذى الناصح بنصحه ، وركبت المنصوح شياطين غلوائه . وقد يستفيد الظنة المتنصح . وينبه الإمام الأمة على ألا تشترى الراحة بالرياء إذ " المؤمن يدارى ولا يمارى " كما يقول . وينبه الناس - ومنهم الحكام - على أن يسارعوا إلى الخيرات بإصلاح عيوبهم ، وإعلانها دون تأثم أو تحرج . والناس يمدون أيديهم إلى من يصارحهم بمصاعبه ، فيشركونه في متاعبه . يقول " أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه وأشدها مؤنة إخفاء الفاقة . . . " وكما يقول " من لم يتفقد النقص في نفسه دام نقصه . ومن دام نقصه فالموت خير له . . " ولعل أنفع الناس للمرء ، من يهدى إليه عيوبه : بأن ينبهه عليها . المجتمع الجعفري الإمام مبلغ عن النبي صلى الله عليه وسلم علمه . وهذا العلم أجناس وأنواع ، نشير في هذا المقام إلى بعض منها في السياسة والاجتماع ، والاقتصاد ، وهو حسب أي مجتمع ليقيم دولة راسخة الأركان ، وأمة تعمل كخلية النحل ، لا مجرد جمعية للإصلاح أو جماعة متطلعة للتقدم ، كالجمعيات والجماعات التي تزخر بها المجتمعات في العصور الحديثة ، بقصد إصلاح جزئي أو الدعوة لمبادئ معينة .
325
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 325