نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 324
غير عنف . . وإياك والسعاة وأهل النمائم . . ولا تستصغرن من حلو وفضل طعام في بطون خالية . . إياك يا عبد الله أن تخيف مؤمنا ) . تلك دروس جده صلى الله عليه وسلم . وهو القائل ( سبعة يظلهم الله يوم القيامة . إمام عادل . . ) فبدأ بالعدل . بل يقول عليه الصلاة والسلام ( عدل السلطان يوما يعدل عبادة سبعين سنة . . ) . والدنيا قد تدوم ، والدولة قد تقوم ، مع العدل والكفر . لكنها لا تبقى مع الظلم ، وإن كان الظلم واقعا على غير مسلم . والله تعالى يقول في محكم كتابه " كونوا قوامين لله شهداء بالقسط . ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا . اعدلوا هو أقرب للتقوى " [1] . يقول الإمام الصادق : " من نكد العيش السلطان الجائر والجار السوء والمرأة البذيئة " . فالسلطان الجائر أذى دائم ، ومنكر مستمر ، تضيق الدنيا به ، وإن رحبت . كما يضيق المكان - على رحبه - بالجار السوء ، وتضيق الحياة - وإن طالت أو اتسعت - مع المرأة الطويلة اللسان . والإمام يبدأ بالسلطان الجائر لأن أذاه يفسد الدنيا وإن صلحت ، والأسرة وإن هنؤت . وإذا عم العدل احتمل الناس همومهم حيث هم . ومن فساد السلطان أن يتولى سدته المتكبرون . والمتعالون في دخيلتهم منحطون . يقول الصادق " ما من أحد يتيه إلا من ذلة وجدها في نفسه " . ومن ذلك ينحى عن الرياسات من يجرون أزرهم خيلاء ، فهؤلاء لا ينتفعون بتجربة من أنفسهم ، وإلا لما تكبروا على الناس ، أو من غيرهم ، وإلا لما غرهم الغرور . يقول ( لا يطمع القليل التجربة المعجب برأيه في الرياسة ) ويقول ( من طلب الرياسة هلك ) .
[1] لما فتح هولاكو بغداد استفتى العلماء : أيهما أفضل . السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر ؟ فجمعوا لذلك بالمدرسة المستنصرية . وكان علي بن طاوس حاضرا . وهو المقدم المحترم . فتناول الفتيا ووضع خطه عليها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر . ووضع العلماء خطوطهم على ذلك .
324
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 324