نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 320
الشورى والعناية بالعامة : في بداية العهد إلى الأشتر أمران : الأول خاص بالأشتر . والثاني خاص بالعامة والخاصة . والأمران عصريان في كل عصر ومطلوبان في كل مكان . ومن كل الحكام : أما الأول : ففيه قوله له ( إن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك . ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم . وإنما يستدل على الصالحين بما يجرى بهم على ألسنة عباده . . فاملك هواك . وشح بنفسك عما لا يحل لك . . وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم . ولا تكونن عليهم سبعا ضاربا تغتنم أكلهم . فإنهم صنفان : إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق . يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل . ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ . فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله . . . ) [1] . وقوله ( وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة فانظر إلى عظم ملك الله فوقك . . فإن الله يذل كل جبار ويهين كل مختال . أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك وممن لك فيه هوى . وليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم . . . ) ويقول عن الشورى ( ولا تدخلن في مشورتك من يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر . ولا جبانا يضعفك عن الأمور ولا حريصا يزين لك الشر ، بالجور ، فإن البخل والجبن غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله . . والصق بأهل الورع والصدق . . ثم رضهم على أن لا يطروك . . . ولا تنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة . . ) . وأما الثاني : ففيه قوله : ( وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق . وأعمها في العدل . وأجمعها لرضى الرعية . فإن سخط العامة يجحف برضى الخاصة . وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة . وليس أحد
[1] ولما عهد لمحمد بن أبي بكر كان مما جاء في عهده له قوله ( اعلم يا محمد بن أبي بكر أنى قد وليتك أعظم أجنادي في نفسي ، أهل مصر ، وأنتم يا أهل مصر فليصدق قولكم فعلكم وسركم علانيتكم . ولا تخالف ألسنتكم قلوبكم ) .
320
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 320