نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 321
من الرعية أثقل على الوالي مؤنة في الرخاء وأقل معونة في البلاء ، وأكره للإنصاف ، وأسأل بالإلحاف ، وأقل شكرا عند الإعطاء ، وأبطأ عذرا عند المنع ، وأخف صبرا عند ملمات الدهر ، من أهل الخاصة . وإنما عماد الدين وجماع المسلمين ، والعدة للأعداء ، العامة من الأمة . فليكن صغوك لهم وميلك معهم ) . * * * بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ! " إن رسول الله يقول ( اطلعت في الجنة فوجدت أكثر أهلها الفقراء ) وأنت في طليعة أهل الجنة . تحب أكثر أهلها عددا في الحياة الدنيا . ومن أجل ذلك تكرم العامة ، وهم كثرة الأمة . وتؤثر منها الفقراء . ولقد كنت دائما قدوة . وأردت الخاصة على أن تكون قدوة . وحذرتها من مطامعها ومزالقها . ولو حذرت ، للزمت الجادة ، وصلح أمر هذه الأمة . إن من يضع دستورا في العصر الحديث خليق بأن يرتوي من عهدك ، ويروى الأمة من ينابيعك ، في تطبيق الشريعة ، وسيادة القانون ، واستقلال القضاء ، وأمانة الولاة ، ونزاهة الإدارة ، واحترام العامة ، وإلزام الخاصة أن تكون قدوة في الأمة . * * * يقول ابن المقفع في شأن الخاصة بعد مائة عام ، في كتابه لأبي جعفر ( وقد علمنا علما لا يخالطه الشك أن عامة قط لم تصلح من قبل نفسها . ولم يأتها الصلاح إلا من قبل إمامها . . . وحاجة الخواص إلى الإمام الذي يصلحهم الله به كحاجة العامة إلى خواصهم وأعظم من ذلك ) . ويتصدى الإمام زين العابدين في " رسالة الحقوق " بالشرح الشامل ، والتفصيل الطويل ، لسلوك الجماعات والأفراد وما يجب لها شرحا وتفصيلا تقتضيهما حالة الناس وظروف الزمان في النصف الثاني من القرن ، عصر كربلاء والحرة وضرب الكعبة والدولة الهرقلية وتغبر الناس . واستقصاء السجاد فيها للأحكام مظهر لتحمله مسؤولية تعليم المسلمين أمور دينهم وشؤون دنياهم : فهي تبدأ بحقوق الله عز وجل . وأكبرها ما أوجبه الله تعالى من حقه . فجعل للجوارح حقوقا ولأفعالها حقوقا
321
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 321