نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 31
وعلي في كثير من الأمور هو الأوحد : فالنبي هو الذي رباه . وآخاه . وأعده للعظائم فصنعها . وعهد إليه في تبليغ آي القرآن . . وهي جميعا " خصوصيات " لا يرقى رقيه فيها أحد . أما ما لم يشركه فيه بشر فهو ما أجمعت عليه كتب الشيعة وشاركها فيه كثيرون من علماء أهل السنة منذ القرون الأولى - كالمسعودي والحاكم والكنجي - حتى القرون الحديثة - كالآلوسي ، وهو أن عليا ولد بالكعبة . وإذا كان للصديق مكان ( الصديقية ) فلعلي قوله عليه الصلاة والسلام ( علي منى وأنا منه ) . وإذا كانت لعمر مكانة الفاروق ، فعمر نفسه كان يتمنى لو كان له واحدة من ثلاثة من خصال علي . وإذا كان عثمان ذا النورين بإصهاره إلى النبي في زوجتين لعثمان . فعلى - وحده - صاحب النسب ، والعقب ، الباقي من رسول الله . لقد كان الحسن والحسين يسميان الرسول أباهما . كما كان الرسول يسميهما ابنيه طول حياته . ولم يناديا عليا بأنه أبو هما إلا بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيعة : لعلي - على ما رأينا - من فضل الله ما سلمه الجميع له وتؤثره من جرائه الشيعة ، منذ القرن الأول ، أي جيل الصحابة ، ثم تلاحق عليه الجيلان التاليان . وهي الأجيال الثلاثة المفضلة بقوله صلى الله عليه وسلم ( خير القرون قرني - جيلي - ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ، وتوالت على تكريمه به جماعة المسلمين إلا من ظلم . وهو موقعه الخاص من النبي ومن علوم الاسلام : إذ تتفرع عنه فروع النسب من أهل البيت . وتنبع منه بحار شتى للمعرفة تسقى منها المذاهب كافة . وفيها المتصوفة والمعتزلة ، وتفيد منها العلوم كافة ، ومنها العبادات والمعاملات والحرب والسلم والسياسة والاقتصاد والإدارة . فتطبع بطابعه العلوم الإسلامية عند الشيعة ، وتظهر آثاره في علوم أهل السنة . " والشيعة " كلمة قرآنية ( وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم ) .
31
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 31