نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 30
في علوم الإسلام . فالنحو العربي هو الذي حفظ العربية . لغة القرآن . وهو امر أصولي للغة ، كأصول الفقه . وسنرى موقفه المبدع فيها . وكذلك كانت مواقف علي بعد ظهور الإسلام ، وفي خلافة سابقيه ، تتصدى للأساسيات في الإسلام . لقد كان أطول الراشدين حياة في الإسلام مما يظهر أثره عميقا ، عمق الحوادث والعلوم وأثرها في الإسلام ، وطويلا لطول المدة التي حييها في المراكز الأولى منذ ظهور الإسلام . وربما أجمل القول في مكان علي بين المسلمين قول ابن عباس : ( لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره : هو أول عربي أو أعجمي صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي كان لواؤه معه يوم الزحف . وهو الذي صبر معه يوم فر غيره . وهو الذي غسله فأدخله قبره ) . أما عن العلم فيقول ابن عباس ( إذا ثبت لنا الشئ عن علي لم نعدل إلى غيره ) واما عن العدل فيقول ابن مسعود معلم الكوفة وسادس المسلمين " كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي " . من أجل هذا وكثير غيره ، صح عند الشيعة أن النبي أفضى إليه بظاهر الشريعة وخافيها . وأنه أفضى بها إلى من خلفه . * * * وليس يملك أحد أن يفاضل بين الخلفاء الراشدين الأربعة الا باجتهادات تحتمل الخطأ والصواب . لقد بايعهم المسلمون بيعة صحيحة . وبايع علي الثلاثة السابقين عليه . فكانت بيعته شهادة لهم وله . فلهم جميعا مكانة الراشدين التي بوأهم الله إياها في الزمن الذي أراده . ومن الحكمة أن ندرأ أسباب المراء والشحناء ، فننتهي عن المفاضلة بين السابقين الأولين إلا لحاجة . وأولى الناس بذلك الصحابة الذين أمرنا بالاستغفار لهم ، وألا نجعل في قلوبنا غلا لهم . ولئن فاضل " الأشعري والغزالي " وبعض المتكلمين ، بين الخلفاء الراشدين ، فرتبوهم على حسب ترتيب استخلافهم ، فربما كان الأرجح أن مجئ علي في آخر الخلفاء الأربعة تنحصر دلالته في أن الله تعالى أجاءه إلى حيث كان دوره - لا مرتبته - هو الرابع . ولله الحكمة البالغة .
30
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 30