نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 24
الله تبعثني إلى اليمن ويسألونني عن القضاء ولا علم لي به ) . فضرب النبي بيده على صدره ثم قال " اللهم ثبت لسانه واهد قلبه " قال علي ( فوالذي خلق الحبة وبرأ النسمة ما شككت في قضاء بين اثنين بعد ) . وهي خصيصة يدرك جلال اليقين فيها من ولى القضاء . بين الخلفاء الراشدين : صعدت روح رسول الله إلى الرفيق الأعلى وعلي بطل جيوشه غير منازع . وكان قد دربه على القضاء والإفتاء . فهاتان الوظيفتان هما أسمى عمل في الدول . وبخاصة في الدولة المسلمة ، حيث الحفاظ على الشريعة وإدارة الدول وسياسة الأمم واستقرار النظم واطمئنان الجماعة واجبات دينية . والإفتاء يعدل التشريع في أيامنا هذه . والقضاء هو توزيع العدالة . والعدل صفة الله سبحانه . لقد بعثه إلى اليمن . فقضى . وله قضاء مشهور عرض على النبي فاستحسنه . وله السؤال المشهور يومذاك إذ سأل : أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يراه الغائب ؟ فأجابه عليه الصلاة والسلام " بل الشاهد يرى ما لا يراه الغائب ؟ " . فدل بذلك على تفويضه في أن يجتهد ، وأن يعمل بمقاصد الشريعة . . وكان أيامئذ عنفوان شبابه . فلم يفارقه الاجتهاد العظيم للأمة في كل مناسبة تقتضي الاجتهاد . وبالتربية النبوية في القضاء والإفتاء . نفذ علي إلى صميم الفكر التشريعي في الأمة . أي صميم شريعة الإسلام . فاحتاج أبو بكر وعمر إليه في جوارهما ( 1 ) ليشير عليهما ( 2 ) ويقضى ( 3 ) و يفتى . أما فتاواه التشريعية فستبقى مثلا أعلى للفكر الإسلامي في سياسة الدولة وسياسة الناس . إذا اشتهر عمر بأنه المجتهد الأكبر من كثرة ما واجه من ظروف طارئة على الدولة المنتصرة في الشرق والغرب ، ومن طول ما حكم وهو خليفة ، واتساع ما فتح من الفتوح ، واختلاف من أسلم من أهل البلاد المفتوحة ،
24
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 24