نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 204
والوضاعين . فالسبق في التدوين فضيلة الشيعة . ولما أجمع العلماء بعد زمان طويل على الالتجاء إليه كانوا يسلمون بهذه الفضيلة - بالإجماع - لعلي وبنيه . والسنة شارحة للكتاب العزيز . وهو مكتوب بإملاء صاحب الرسالة . فهي كمثله حقيقة بالكتابة . إنما كان المحدثون من أهل السنة في القرون الأولى مضطرين لسماع لفظ الحديث من الأشيخ ، أو عرضه عليهم ، لأن السنن لم تكن مدونة . فكانت الرحلة إلى أقطار العالم لتلقى الحديث على العلماء وسيلتهم الأكيدة . ولم يغير ذلك النظر انتشار التدوين في نهاية القرن الثاني ومنتصف الثالث ، وكثرة الحديث المدون في المسانيد والمجاميع والصحاح التي ألفت بعد تلك الفترة ، ومنها مسند أحمد بن حنبل ( 241 ) حوى ثلاثين ألفا دون المكرر . اختارها من ثلاثة أرباع مليون جمعها من أفواه العلماء من أقصى الأرض وأدناها ، وحدث بها تلاميذه لينقلوها إلى الأجيال التالية . وكان في أواخر أيامه يستوثق لنفسه فيروي للناس الحديث ويطلب المسند يقرأ فيه . ثم جاءت أجيال تأخذ الحديث من الصحف الموثوق بصحة صدورها من صاحبها دون أن يرتحل إليه . وهذا ما أطلقوا عليه الوجادة - ( لفظ مولد من " وجد " غير مسموع من العرب ) يقولون : وجدنا بخط فلان . وفي القرن الرابع اعتبر ابن يونس الصفدي ( 347 ) إماما حافظا للحديث وإن لم يرحل . * * * قلنا في كتابنا ( أحمد بن حنبل إمام أهل السنة ) ( 1 ) ( والبعض من المحدثين لم يكونوا يروون عن الإمام جعفر الصادق لأنه يحدث بما قرأه في الكتب . . . سئل أبو بكر بن عياش وهو من أول أشياخ أحمد " لماذا لم تسمع من جعفر وقد أدركته ؟ قال سألناه عما يحدث من الأحاديث أشئ
( 1 ) الطبعة الأولى - طبعة المجلس الأعلى للشئون الاسلامية القاهرة - ص 261
204
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 204