نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 157
والقاعدة هي المساواة بين الناس ، مساواة فطرية - مهما اختلفت العقائد والأجناس - يقول - ( الناس في آدم مستوون ) . حتى عبدة النار يقول فيهم : " سنوا بهم سنة أهل الكتاب " . وللنساء والبنات عنده المكانة العالية . قياما بوصية جده بالنساء في آخر خطبه عليه الصلاة والسلام - روى الجارود بن المنذر : قال لي أبو عبد الله الصادق " بلغني أن لك ابنة فتسخطها . ما عليك منها ؟ ريحانة تشمها . قد كفيت رزقها . وقد كان رسول الله أبا بنات ) . وأي مثل في الإسلام كمثل رسول الله . وأي نعمة أن يكون للمرء ريحانة أو رياحين ! وأي فضل كفضل البنات يكفي رزقهن الله ! يقول الصادق ( إن إبراهيم سأل ربه ابنة تبكيه وتندبه بعد موته ) لينبه على بقاء الوفاء في أفئدة البنات بعد الممات . ومن الدروس الأولية في هذا المجلس تعليم الناس أن يسعوا لعمارة الدنيا بالعمل للرزق ، ومجانبة الخلائق الفاقرة بالتواكل ، أو البطالة . وبهذا المبدأ أصبح المجتمع الشيعي مجتمع العاملين ، وبلغ حظه - حيثما كان - من النماء ، والاسغناء ، والانتفاع بما منحه الله للبشر من مواهب ، وأتاح لهم من وسائل . جاء مجلس الإمام يوما جماعة من الزهاد يريدون منه إظهار التقشف والزهد الكامل . فقال لهم : ( حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابدأ بمن تعول . الأدنى فالأدنى . . . هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم . . قال العزيز الحكيم ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) . أفلا ترون أن الله تعالى قال غير ما أراكم تدعونني إليه ؟ . . . فنهاهم عن الإسراف ونهاهم عن التقتير . فلا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له . للحديث الذي جاء عن النبي ( إن أصنافا من أمتي لا يستجاب دعاؤهم : رجل يدعو على والديه . ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه . ورجل يدعو على زوجته وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده . ورجل يقعد في بيته ويقول رب ارزقني ، ولا يطلب الرزق ،
157
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 157