نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 155
والنظافة من الإيمان . فيها الكرامة والسلامة للنفس وللأسرة وللمدينة . فعلى المرء كما يقول الإمام ( إن ينظف ثوبه ويطيب ريحه ويجصص داره ويكنس أفنيته ) . وذات يوم رآه " عباد بن كثير البصري " في الطواف فقال له : تلبس هذه الثياب في هذا الموضع وأنت في المكان الذي أنت فيه من على ؟ فأجاب كما يروى الإمام نفسه ( فقلت : فرقبي - نسبة إلى " فرقب " حيث تصنع ثياب كتان أبيض - اشتريته بدينار . وقد كان على في زمن يستقيم له ما لبس فيه . ولو لبس مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس : هذا مرائي مثل " عباد " . . . ) قيل له يوما : كان أبوك وكان . . فما لهذه الثياب المروية ( حرير مرو ) فأجاب : ويلك فمن " حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " ؟ وإنك لترى آثار النعمة على مالك وأبي حنيفة ، وإجابات مشتقة بدقة من هذه الإجابات ، في ردود الرجلين بشأن ملابسهما وأنعم الله عليهما - وكان كلاهما لباسا - فالمذموم من الثياب ما فيه خيلاء . والمحمود ما كان إظهارا لنعمة الله على عبده . حتى تلميذه العظيم الثالث سفيان الثوري - وهو إمام الزهد والورع و الحديث والفقه - قد انتفع بدروس الإمام في الملبس فأمسى يقول : الزهد في الدنيا هو بقصر الأمل ليس بأكل الخشن ولا بلبس الغليظ . أزهد في الدنيا ثم نم . لا لك ولا عليك . إن الرجل ليكون عنده المال وهو زاهد في الدنيا . وإن الرجل ليكون فقيرا وهو راغب فيها . وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يلبس ما تيسر من الصوف تارة ومن القطن تارة ومن الكتان تارة . وكانت مخدته من أدم حشوها ليف نخل . ولما قال له رجل يا رسول الله أنا أحب أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنة . أفمن الكبر ذاك ؟ قال ( لا . إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس ) .
155
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 155