نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 153
مجالس العلم : شهد الإمام الصادق انحدار الناس بعد عصر الخلفاء الراشدين ، ورأى بعين الصبي المأمول من أهل بيت الرسول ما صنعه عمر بن عبد العزيز في خلافته بين سنتي 98 - 101 إذ أعاد الدين غضا في نحو من ثلاثين شهرا ، وأثبت للدينا ، وأن ( المدة ) كما سمى الناس خلافته ، كانت كافية لتعيد الناس إلى الإسلام الصحيح عندما يوجد خليفة صادق العزم ، يتخذ الخلافة - كما قال - سبيلا إلى الجنة . وكان بعض الصالحين يستعجلون عمر ليصنع كل ما صنع في أول يوم ولى الخلافة . قال له ابنه عبد الملك ، ( يا أبت ما بالك لا تنفذ الأمور ، فوالله لا أبالي في الحق لو غلت بي القدور ) لكن عمر كان يتأتى للأمور في رفق وأناة وإصرار . قال ( لا تعجل يا بنى إن الله تعالى ذم الخمر مرتين ، وحرمها في الثالثة . وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة ، فيدفعوه جملة ، فتكون فتنة ) . بهذا قدر على أن يرد المظالم وأغنى الله الناس على يديه . فأصبح عمر لا يجد فقراء يوزع المال عليهم . في المدينة أو في القرية . لكن الإمام " الصادق " تعلم من حياة الخليفة الصادق العزم : أن إصلاحاته لم تؤت ثمارها بعد مماته ، إذ دمرها الخلفاء الذين جاءوا بعده ، وتتابع الباقون يدمرون . وشهد الإمام الصادق مقدم بنى العباس وكيف ناقضوا شعارات دولتهم وحكموا حكم جاهلية . هكذا رأى رأى العيان أن صلاح الأمر لا يكون بتولي السلطة ، أو بمجرد إصلاحها مدة قصيرة أو طويلة . وكل عمر قصيرة . وإنما الصلاح في إصلاح الأمة . فكيفما تكونوا يولى عليكم . ولكل أمة الحكومة التي تستحقها . . واستيقنت نفسه الصواب فيما صنعه أبوه وجده ، وهو أن يعلموا الأمة . فإذا تعلمت صلحت فلم يستضعفها حكامها . وهي عندئذ تأمرهم بالمعروف وتنهاهم .
153
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 153