نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 152
لقد ولد في دار شعارها البدار ، بالعطاء مع الإخفاء . حتى الصدقة يقول فيها الباقر " أعط ولا تسم . ولا تذل المؤمن " . وفي ذلك السنة . . وسنرى تطبيقات شتى من الإمام لهذا الفقه في المنهج الاقتصادي . . 5 - وصحا رجل من الحاج فلم يجد هميانه ( الكمر الذي يلفه المحرم حول بطنه وفيه نفقته من النقود ) فخرج فوجد الإمام الصادق يصلى فتعلق به وهو يقول : أنت أخذت همياني . قال الصادق كم كان فيه ؟ قال : ألف دينار . فأعطاه ألف دينار . ومضى الرجل فوجد هميانه فرجع يعتذر ويرد ألف دينار . فأبى الصادق أن يأخذها وقال : شئ خرج من يدي فلا يعود . قال الرجل لمن حوله : من هذا ؟ . قالوا : جعفر الصادق . قال : لا جرم هذا فعال مثله . فإمام المسلمين لا ينعزل عنهم ، فلا ينماز منهم ، حتى ليخطئ الجاهلون منهم في شخصه . فيعرض عن الجاهلين . ويخف ليخفف كرب المكروب ، لا يحزنه وهمه أو اتهامه ، وإنما تحزنه همومه . فيشركه فيها بالصنيع النابه مرة إثر أخرى . والناس أسمع للصوت الذي لا صرير له . وأبصر بالإخلاص الذي لا يتصايح صاحبه به . والأفضال أفعال تدرك آثارها الحواس الخمسة . ولا نستطرد في السرد . ففي كل واقعة سلفت " عدسة " صغيرة تريك العالم الكبير الذي وراءها ، من مناقب كالنجوم وإن كان أصحابها من البشر . هذه سماء تسعى على الأرض . وهؤلاء بقية النبي عليه الصلاة والسلام ، يعيشون في الدنيا !
152
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 152