نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 149
بيته صلة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبأول من تبعه ، عليا كان أو أبا بكر . بل بهما معا . وعندما نذكر أن القاسم بن محمد ظل مصدرا للعلم حتى شارف الصادق ربع القرن من حياته ، وأن الصادق شهد حلقات عكرمة مولى ابن عباس ، ( 104 ) وعطاء بن أبي رباح ، بمكة حيث كان يجلس ابن عباس ، وأن أوامر الولاة في الموسم كانت ( لا يفتى الناس إلا عطاء ) ، كما شهد بالمدينة حلقة عبد الله بن أبي رافع - مولى أمير المؤمنين على - الذي أملى علي عليه كتابه إلى معاوية ، وحلق خاله عبد الرحمن بن القاسم ، وعروة بن الزبير ( 94 ) الراوية عن خالته عائشة ، ومحمد بن المنكدر ( 130 ) شيخ مالك ، فليس علينا أن نحاول البحث عما تلقاه جعفر بن محمد الصادق في صباه . ولقد كان علم أهل البيت حسبه - فكيف إذا اجتمع إليه علوم هؤلاء ، ليملأ بالفقه الشيعي وبالفقه المقارن مدينة الرسول ، من يوم مات أبوه وهو بعد في ثلاثيناته . والصبي من " أهل البيت " لا ينفق صباه في " عمل لا شئ " فذلك هو اللهو . أو في " عدم عمل شئ " . فهذا هو الفراغ . . وعلى الأجيال المتعاقبة منهم تبعات في تعاقب الإمامة . لا تدع لهم محيصا عن الإحاطة الكاملة بما لدى غيرهم من علم ، فوق علمهم . وما هو إلا القرآن والسنة والسيرة . والقرآن كما يقول ابن عباس " في بيتهم نزل " . والسنة من بيتهم صدرت . والسيرة سيرتهم . واللغة طريق ذلك كله ، وهي بعد حصيلته . وإنك لتدرك منزلة جعفر بن محمد في البيان العربي من تداوله للتفسير في اقتدار على تخريج المعاني لا قرين له . وسنراه غدا عمدته النصوص في الفقه والدين ، يستخرج منها أعمق المعاني بطريقة مباشرة ، أو غير مباشرة ، شأن أمراء البيان . ومن تكن النصوص عمدته الأولى ، فالبلاغة عدته الكبرى . ولئن لم يتميز الأطفال أو الصبية في بيت زين العابدين والباقر بخصوصيات تكبر وتنمو فتبرز إذ هم شيوخ وأئمة ، إن بيت زين العابدين ذاته كان
149
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 149