نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 127
أهل المدينة : غاضبت دمشق العراق والحجاز أيام صيرها معاوية حاضرة بنى أمية . وتابعته على ذلك دولة بنى مروان . لكن المدينة بلدة طيبة وشعب كريم . وثب أهلها بالأمويين بعد كربلاء ثم تركوهم يجلون عنها ، على موثق من أهلها ، ألا يدلوا جند يزيد على عوراتها . وجلا الأمويون إلى الشام إلا زوج مروان بن الحكم ، عائشة بنت عثمان بن عفان ، توجهت إلى الطائف في حماية " على زين العابدين " . والمدينة واحة في قفر ، والرزق نزر في الصحارى الساخنة ، إلا ما يرد إلى الناس من تجارة أو عطاء ، متقطع كسحائب الصحراء ، يجرى ، ويجف ، حسب الشهوات ، في دمشق . وأهل البيت تجيئهم حقوقهم في بيت المال أو لا تجئ ، لكنهم ينفقون المال خفية وعلانية - ولو كان بهم خصاصة - فعلى زين العابدين مصدر من مصادر الرزق المجهولة للناس ، لا يعرف إلا بعد أن يموت ، فيتفقد الناس المصدر فيعرفونه . وكذلك أبناؤه ، يتزعمهم الباقر . وهو القائل : إن استطعت ألا تقابل أحدا إلا ولك الفضل عليه فافعل . أما ابن عمهم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فكان وثيق العرى بالخلفاء . سأله يزيد بن معاوية يوما كم عطاؤك ؟ قال ألف ألف درهم . قال يزيد : قد أضعفناها لك . قال ابن جعفر فداك أبي وأمي . وما قلتها لأحد قبلك . فضاعف يزيد عطاءه مرة ثانية . ولما خرج عبد الله من المجلس ، قال : جلساء يزيد : تعطى رجلا واحدا أربعة آلاف ألف درهم ! قال : ويحكم إني أعطيتها أهل المدينة أجمعين . فما يده فيها إلا عارية . والحق أن الفقراء كان لهم في أمواله حق معلوم ، فكانوا يستدينون في انتظار ورود عطاء عبد الله بن جعفر من العاصمة .
127
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 127