نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 107
بلغ الإمام الصادق بمسالمته للمنصور بعض آماله لأهل بيته ، بقية أيام حياته ، بل طوال خلافة أبى جعفر المنصور . فكان ميمون النقيبة بالسلام الذي نشده ، والأمان الذي دعا له ، وأطال زمانه . ومنع كثيرا من الطغيان الذي طالما شكاه أبوه ، على ما سيروي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة - ( ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام ، ونقصي ونمتهن ونحرم ونقتل . ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا . ووجد الكاذبون والجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا . . . فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذبة ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس . وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن . فقتلت شيعتنا بكل بلدة . وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة . ومن يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سبحن أو نهب ماله أو هدمت داره . ثم لم يزل اللاء يزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين . ثم جاء الحجاج [1] فقتلهم كل قتلة وأخذهم بكل ظنة وتهمة . حتى أن الرجل يقال له زنديق أحب إليه من أن يقال شيعة على ) . وفي عصر الباقر كان الحسن البصري ( 110 ) الجسور ( قاضي عمر بن عبد العزيز وشيخه الذي لا يهاب الخلفاء ) إذا روى عن أمير المؤمنين على قال ( قال أبو زينب ) ليخفى الاسم الذي لا خفاء له ! . بل كان الشعبي ( 104 ) شيخ المحدثين بالعراق يقول ( ماذا لقينا من آل علي إذا أحببناهم قتلنا وإذا أبغضناهم دخلنا النار ) . وكان طبيعيا في دولة " هرقلية " أن يكون همها الملك لا الدين ، تعاقب من تتوهم خطره عليها وتترك من تزندق ، أن تزداد الاستهانة بالدين في مقابل السلام الذي تنشده الدولة ، والبلهنية التي يؤثرها دعاة الدعة . بدأ ذلك من عهد معاوية وسيستمر استمرار فساد الدولة . وستستبقيه لتصرف الناس عن الاهتمام بأهل بيت النبي ، أو توقع بهم لفرطات تفرط من أحدهم ، أو تعزى كذبا إليهم ، منتهزة للفرص حينا ، أو مفتعلة لها في أغلب الأحيان .
[1] أطلق الخليفة سليمان بن عبد الملك من سجون الحجاج في يوم واحد ثمانين ألفا . منهم ثلاثون ألفا بغير ذبن . ومنهم ثلاثون ألف امرأة .
107
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 107