نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 106
أقدم المنصور الإمام الصادق من المدينة إلى العراق وبعث إلى أبي حنيفة فقال له : إن الناس قد افتتنوا بجعفر . فهيئ له المسائل الشداد . ويقول أبو حنيفة عن لقائه بعد ذلك ( بعث إلى أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته . فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه . فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر فسلمت عليه ، فأومأ إلى فجلست . ثم التفت إليه فقال : يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة . قال جعفر : إنه قد أتانا . ثم التفت إلى المنصور وقال : يا أبا حنيفة ألق على أبى عبد الله ( الصادق ) مسائلك . فجعلت ألقى عليه فيجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا . وأهل المدينة يقولون كذا . ونحن نقول كذا . فربما تابعهم . وربما خالفنا جميعا . حتى أتيت على أربعين مسألة ) . . . ولقد قال أبو حنيفة في مقام اخر ( ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ) . وإنما يقصد أبو حنيفة باختلاف الناس الاجتهاد الفقهي للمقارنة بين مذاهب المجتهدين . . . فأبو حنيفة - وهو الإمام الأعظم عند أهل السنة - يقرر أن الإمام الصادق أعلم الناس باختلاف الناس في المدينة حيث علم المحدثين ، وفي الكوفة حيث علم أهل الرأي . كانتا قد بلغتا أوجهما ، على أيدي أبي حنيفة ومالك . وهما التلميذان في مجالس الإمام الصادق . كمثلهما كان إمام العراق الآخر سفيان الثوري . وأبو حنيفة أكبر سنا من جعفر الصادق . ولد قبله بأعوام وسيموت بعده . وكان أبو حنيفة كما قال مالك لو حدثك أن السارية من ذهب لقام بحجته . والجاحظ كبير النقدة يقول بعد مائة عام ( جعفر بن محمد الذي ملأ ا لدنيا علمه وفقهه ويقال إن أبا حنيفة من تلاميذه وكذلك سفيان الثوري . وحسبك بهما في هذا الباب ) . والجاحظ يذكر تلاميذ العراق . ولو ذكر تلاميذ المدينة لما نسى مالك بن أنس . * * *
106
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 106