responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 105


قال المنصور للرجل : احلف بما استحلفك به أبو عبد الله .
قال راوي الخبر : فحلف الرجل . فلم يتم الكلام حتى خر ميتا .
فارتعدت فرائص المنصور . وقال للصادق : سر من عندي إلى حرم جدك إن اخترت ذلك . وإن اخترت المقام عندنا لم نأل جهدا في إكرامك .
فوالله لا قبلت بعدها قول أحد أبدا .
وأين يذهب الفقه من إمام المسلمين ، وهو الذي يوجه اليمين ، ومن حقه صياغتها ! وفي الصيغة ما ذكر المفترى بعظم افترائه وبالخالق سبحانه ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) . ومن الإنساني ، ومن جلال مقام الإمام عند الله والناس ، أن يخر صريعا من يفترى على الله وعلى الإمام ، في مجلس الخليفة .
بهذه الآية هدى جبار السماوات جبارا على الأرض لا يطأطئ ، رأسه .
فإذا حركها عند ما يناوشه الذباب سأل حضاره كالمستنكر : لم خلق الله الذباب ! ! . وكان الصادق حاضرا يوما فأجاب : ليذل الله به الجبابرة .
ولئن كان في وجود الذباب في المجلس تذكرة للجبابرة ، ففي سقوط المفترى على الإمام بين أيديهم آية ما بعدها آية .
وكما يضمن أبو جعفر طاعة الإمام بالبغتات يصطنعها من حين الآخر ، لا يتورع عن محاولة إفحام الإمام ، بين علماء العصر ، أو تسخير أعظم علماء العراق ، لينصب منه شركا يوقع فيه الإمام ! وليس هوى أبى جعفر مع أي منهما . ولا بأس عنده إذا أعجز كل منهما ، أو أحدهما ، صاحبه .
وإن المرء ليلمس خساسة الحيل الظاهرة من أبى جعفر ، باتخاذ العلم والفقه أداة للشر المدبر ، وعظماء العلماء وسائل للإساءة للمسالمين الذين يأمن جانبهم .
فلنقس عليها فظاعة تدابيره السرية لمن يخشى العواقب منهم ، ولندرك جلالة الحق إذ ينتصر على الحيلة ، وجلجلة الحقيقة إذ تظهرها وسيلة أريد بها طمس معالمها ، ومكانة الإمام الصادق في العلم إذ يتواضع أمامه العظماء من الفقهاء ، في مجلس علمي يسيطر عليه خليفة عالم :

105

نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست