responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 100


عبد الله وقتله . وبمغامراته للاستئثار لبنيه بالخلافة دون سائر أهله .
فإذا كان ثمة من أحبه ، فإن حبهم كان أقبح من البغض ، مذ كانوا يؤلهونه ، فيكفرون أنفسهم ويفضحونه ، بل كادوا يقتلونه ، يوم أحاط الراوندية بقصره فلم يمكنه الله منهم إلا بمساعدة عدو كان يطلب رأسه ، هو معن بن زائدة الشيباني . وكان معن حريا أن يقتله في وطيس المعركة .
حتى الذي أنجاه كان عدوا له !
وفي سنة 145 انتفضت خراسان فقتلت جيوشه من أهلها سبعين ألفا وأسرت بضعة عشر ألفا .
ولم يكن شغله بالجيوش المحاربة في المشرق أو في جزيرة العرب أهم أشغاله . ففي إفريقية خرج عليه محمد بن الأشعث والى إفريقية ، فجرد عليه جيشا بقيادة الأغلب بن سالم ، وسيقتل الأغلب بعد سنين سنة 150 . ولم ينهزم الخوارج إلا بعد أن خاضوا ثلاثمائة وخمسة وسبعين وقعة ! وأمام جيش قوامه خمسون ألفا .
كل أولئك وهو من شح نفسه ، ومن اصطحاب جماجم أهل البيت في خزائنه ، في أمر مريج . يحسب أن كل صيحة عليه هي العدو . وأن كل خروج عليه يدعو الجميع ليخرجوا . وهم على خروج قادرون .
مع كل ذلك نجح أبو جعفر بالحذر والغدر ومعاجلة الخصوم .
فاستبقي دولته لتكون أطول الدول الإسلامية عمرا . وأبعدها في في الحضارة العالمية أثرا .
لكن التاريخ - وقانونه الاستقامة - وطبيعة الأشياء - وقانونها ( لكل فعل رد فعل ، مساو له في المقدار ، ومضاد له في الاتجاه ) - لم يتركا أبناءه حفدته دون عقاب . وكأنما كان طول عمر دولته تطويلا للعقاب عليهم وتكثيرا لمن ينزل بهم .
* * *

100

نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست