نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 101
كان من لوازم السلطة أو علامات عدم الثقة بالنفس أو بالغير ، أن تتراءى من أبى جعفر في لقائه لأهل البيت أو التعامل معهم نزعات المستوفز الحذر ، أو مظاهر الاستعلاء عند مواجهة الأعداء ، أو من يضعهم في مواضع الأعداء . لكن الإمام " الصادق " كان يمسك بالزمام فيرد الخليفة دائما إلى حيث يطلب الموعظة ، أو العلم . ومن إمساك الزمام في أحد هذه اللقاءات إمساك الخليفة ذاته أن يميل على أهل البيت . فيقول له ( لا تقبل في رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار . فإن النمام شاهد زور وشريك إبليس في الإغراء بين الناس . فقد قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ونحن أنصار وأعوان . وللملك دعائم وأركان ، ما أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وأمضيت في الرعية أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعتك الله أنف الشيطان . وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك . فإن الكافي ليس بالواصل . إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها . فصل رحمك يزد الله في عمرك ، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك ) . ويقول المنصور : قد صفحت عنك لقدرك . وتجاوزت عنك لصدقك . فحدثني عن نفسي بحديث أتعظ به ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات . وبهذا السؤال انتشل المنصور نفسه من موقع قاطع الرحم ، إلى موضع المواسي لذوي القرابة ، ومكانة طالب الموعظة ، فأدلى بها إليه الإمام . قال ( عليك بالحلم فإنه ركن العلم . واملك نفسك عند أسباب القدرة . فإنك إن تفعل ما قدرت عليه كنت كمن شفى غيظا وداوى حقدا ، وأحب أن يذكر بالصولة . وأعلم أنك إن عاقبت مستحقا لم يكن غاية ما توصف به إلا العدل . والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر ) .
101
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 101