ولذلك يقول الصادق عليه السّلام : التقيّة ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقيّة له ، وإِنَّ المذيع لأمرنا كالجاحد به ، وقال عليه السّلام لجماعة من أصحابه كانوا عنده يحدّثهم : لا تذيعوا أمرنا ولا تحدّثوا به إِلا أهله فإنَّ المذيع علينا سرّنا أشد مؤونة من عدوّنا ، انصرفوا رحمكم اللّه ولا تذيعوا سرّنا [1] . ويقول عليه السّلام : نفَس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل اللّه [2] . ويقول عليه السّلام لمدرك بن الهزهاز [3] : يا مدرك إِن أمرنا ليس بقبوله فقط ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، أقرى أصحابنا السلام ورحمة اللّه وبركاته وقل لهم رحم اللّه امرأً اجتر مودّة الناس إلينا فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون [4] . وكانوا دائبين على تلك الوصايا لأصحابهم حتّى أن جابراً الجعفي الثقة الثبت الراوية عن الباقر والصادق يقول : رويت خمسين ألف حديث ما سمعها أحد مني ، بل قيل كانت سبعين وقيل تسعين ألفاً عن الباقر فحسب ولم يحدّث بها أحداً من الناس [5] . ولذلك يقول الصادق عليه السّلام للمعلّى بن خنيس : لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا ، إِن شاءوا أمنوا عليكم ، وإن شاءوا قتلوكم . وكان يقول
[1] بحار الأنوار : 2 / 74 / 42 . [2] بحار الأنوار : 2 / 64 / 1 . [3] أو ابن أبي الهزهاز النخعي الكوفي روى عن الصادق عليه السلام وروى عنه الثقات . [4] بحار الأنوار : 2 / 77 / 62 . [5] بحار الأنوار : 2 / 69 / 21 - 22 .