وفي عمدة الطالب [1] ص 184 : " ويقال له عمود الشرف ، ومناقبه متواترة بين الأنام ، مشهورة بين الخاصّ والعامّ ، وقصده المنصور الدوانيقي بالقتل مراراً فعصمه اللّه منه " . والشهرستاني [2] في المِلل والنِّحل : " وهو ذو علم غزير في الدين والأدب ، كامل في الحكمة ، وزهد بالغ وورع تامّ في الشهوات ، وقد أقام بالمدينة مدّة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على الموالين أسرار العلوم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدّة ما تعرَّض للإمامة قط [3] ولا نازع أحداً في الخلافة ، ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلّى إِلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط ، وقيل من آنس باللّه توحّش عن الناس ، ومن استأنس بغير اللّه نهبه الوسواس " . واليافعي [4] في مرآن الجنان ( 1 : 304 ) فيمن توفي عام 148 ، يقول : " وفيها توفي الإمام السيد الجليل سلالة النبوّة ومعدن الفتوّة ، أبو عبد اللّه جعفر الصادق ، ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمّد الباقر ، وجدّه زين العابدين وعمّ جده الحسن بن علي رضوان اللّه عليهم أجمعين ، وأكرم بذلك القبر وما جمع من الأشراف الكرام أولي المناقب ، وإِنما لقّب بالصادق لصدقه في مقالته ، وله
[1] للنسّابة الشهير جمال الدين أحمد بن علي الداودي الحسني المتوفى عام 828 . [2] أبو الفتح محمّد بن أبي القاسم كان فقيهاً متكلّماً على مذهب الأشعري ، دخل بغداد عام 510 وأقام بها ثلاث سنين وكانت ولادته بشهرستان وبها توفي عام 548 ، ترجم له في الوفيّات ومعجم الأدباء وطبقات السبكي وروضات الجنّات ومفتاح السعادة وغيرها . [3] يراد من الإمامة هنا الإمامة التي يعقدها الناس ، وإِلا فهو إِمام اجتمع عليه الناس أو تفرّقوا ، تعرّض للأمر أو صفح . [4] أبو محمّد عبد اللّه بن سعد بن علي بن سليمان عفيف الدين اليافعي اليماني نزيل الحرمين المتوفى عام 768 .