واليك ما يقوله الحافظ أبو نعيم [1] في حلية الأولياء ( 3 : 192 ) : " ومنهم الإمام الناطق والزمام السابق ، أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق أقبل على العبادة والخضوع : وآثر العزلة والخشوع ، ونهى [2] عن الرياسة والجموع " ثم روى عن عمرو بن أبي المقدام كلامه السابق ، وروى عن الهياج بن بسطام [3] قوله : " وكان جعفر بن محمّد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء " . ويقول ابن الصبّاغ المالكي [4] في الفصول المهمّة : " كان من بين إخوته خليفة أبيه ووصيّه ، والقائم بالإمامة من بعده برز على جماعته بالفضل وكان أنبههم ذكراً ، وأجلّهم قدراً ، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر صيته وذكره في سائر البلدان " ، وقال في أخريات كلامه : " مناقب أبي عبد اللّه جعفر الصادق فاضلة ، وصفاته في الشرف كاملة ، وشرفه على جهات الأيام سائلة ، وأندية المجد والعزّ بمفاخره ومآثره آهلة " . وهذا السويدي [5] في سبائك الذهب ص 72 يقول : " كان من بين إخوته خليفة أبيه ووصيّه ، نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره ، وكان إِماماً في الحديث " وقال : " ومناقبه كثيرة " .
[1] أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني المتوفى عام 430 . [2] هكذا في الأصل وفي كشف الغمّة عن الحلية " ولها " وكلّ منهما يناسب المقام . [3] التميمي الحنظلي الهروي رحل إِلى العراق وسمع علماء عصره ودخل بغداد وحدّث بها ، مات عام 177 ، ترجم له الخطيب البغدادي : 14 / 80 . [4] نور الدين علي بن محمّد بن الصبّاغ المالكي المولود عام 784 والمتوفى عام 855 ، ترجم له السخاوي في الضوء اللامع : 5 / 283 وذكر مشايخه وكتابه الفصول المهمّة في معرفة الأئمة وهم اثنا عشر . [5] محمّد أمين البغدادي ، وآل السويدي من البيوتات الرفيعة في بغداد حتّى اليوم وهو من رجال القرن الماضي ، وفرغ من كتابه في شوّال عام 1229 .