الخوارج فحملوا عليه وقتلوه [1] . ثمّ لم يكن الخروج بعد هذا إِلا عقيدة ورأياً من دون أن يكون لهم شأن في محاربة الملوك ، وما زال حتّى اليوم منهم أناس على ذلك المروق ، ومنهم قوم في عمان ، ولكن لا شأن لهم يرعى ولا سطوة تهاب . والخوارج هم المارقون الذين أنبأ النبي صلّى اللّه عليه وآله أمير المؤمنين عليه السّلام بأنه سيحاربهم ويظفر بهم . وكانوا فِرقاً كثيرة يجمعها القول بتكفير علي وعثمان والحَكَمين وأصحاب الجمل وكلّ من رضي بتحكيم الحَكَمين ، وتكفير مرتكبي الذنوب ، ووجوب الخروج على الإمام الجائر ، كما حكاه في ( الفَرق بين الفِرَق ) عن الكعبي ص 55 . لكن حكي عن أبي الحسن الأشعري إِنكار إِجماعهم على تكفير مرتكبي الذنوب ، ونقل عنهم تفصيلاً في ذلك ، وانتهوا في التفريع على هذا الأصل إلى فِرق كثيرة ، ولكن أخنى عليها الدهر ، والموجودون اليوم منهم في عمان من الأباضيّة ، على ما يظهر منهم ويسمع عنهم . الغلاة ومن خرج عن الاسلام ببعض العقائد : قد ذكرنا في بدء هذا الفصل أن أصول الفِرق الاسلاميّة أربعة ، ومنها تتفرّع الفِرق جميعاً ، وأن فِرق الغلاة من فروع تلك الأصول ، فلا تجد أصلاً إلا وله بعض الفروع الغالية .
[1] انظر شرح النّهج : 1 / 455 - 463 تجد تفصيل ما أوجزناه .