قتال ، ولمّا دخل عبد الواحد المدينة جهّز له جيشاً منها فالتقوا بقديد فكانت الدبرة على جيش المدينة والنصرة للشراة ، فبلغ قتلى أهل المدينة ألفين ومائتين وثلاثين رجلاً ثم دخل بلخ المدينة بغير حرب ، ورحل عبد الواحد إِلى الشام فجهّز مروان لهم جيشاً عدده أربعة آلاف في فرسان عسكره ووجوههم ، ومعهم العدّة الوافرة ، وعليه عبد الملك بن عطية السعدي ، فلمّا بلغ الشراة توجّه جند الشام إليهم خفوا إليه في ستمائة وعليهم بلخ بن عقبة المسعودي فالتقوا بوادي القرى لأيام خلت من جمادى الأولى سنة ثلاثين ومائة فتواقفوا ثمّ كانت الدبرة على الخوارج فقتل بلخ والشراة ولم يبق منهم إِلا ثلاثون ، فهربوا إِلى المدينة ، وكان على المدينة المفضل الأزدي ، فدعا عمر بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب الناس لحرب الشراة بالمدينة فلم يجبه أحد ، واجتمع عليه البربر والزنوج وأهل السوق ، فقاتل بهم الشراة فقتل المفضل وعامّة أصحابه وهرب الباقون ، فأقبل ابن عطيّة إِلى المدينة وأقام بها شهراً ، وأبو حمزة بمكّة ، ثمّ توجّه إليه إِلى مكّة فوقعت بينهما حرب شعواء قتلت فيها الشراة قتلاً ذريعاً وقتل أبو حمزة وأبرهة بن الصباح وأسر منهم أربعمائة ثم قتلوا كلّهم ، وصلب ابن عطيّة أبا حمزة وأبرهة وعلي بن الحصين على شُعب الخيف ، إِلى أن أفضى الأمر إِلى العبّاسيّين فأنزلوا أيام السفاح ، ثمّ أن ابن عطيّة خرج إلى الطائف وقد بلغ عبد اللّه بن يحيى طالب الحقّ وهو بصنعاء ما آل إليه أمر أبي حمزة وجماعته فتوجّه إلى حرب ابن عطيّة ، فشخص ابن عطيّة إليه ، ولمّا التقوا قتل من الفريقين جمع كبير ، وترجّل عبد اللّه في ألف مقاتل ، فقاتلوا حتّى قتلوا كلّهم وقتل عبد اللّه ، وبعث ابن عطيّة رأسه إلى مروان ، ثمّ أقام ابن عطيّة بحضرموت بعد ظفره بالخوارج ، فأتاه كتاب مروان بالتعجيل إلى مكّة ليحجّ بالناس ، فشخّص إلى مكّة متعجّلاً مخفّفاً في تسعة عشر فارساً ، فندم مروان وقال : قتلت ابن عطيّة سوف يخرج متعجّلاً مخفّفاً من اليمن ليدرك الحجّ فيقتله الخوارج ، فكان كما قال ، فإنه صادفه جماعة متلفّقة من الخوارج وغيرهم فعرفه