responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 59


4 - الخوارج ظهرت هذه الفِرقة يوم صفّين بخدعة ابن العاص ، حين أشار على معاوية - وقد عجز عن المناهضة - برفع المصاحف ، والدعوة لتحكيمها ، فلمّا رفعوها مرقت طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام وقالوا هؤلاء يدعوننا إِلى كتاب اللّه وأنت تدعوننا إِلى السيف ، فعذلهم عن ذلك ، وحاول رجوعهم عن الاغترار بهذه الخدعة ، وقال لهم ويحَكُم أنا أعلم بكتاب اللّه ، فلم ينفع معهم عذل وردع ، ولا إِقامة حجّة وبرهان ، بل قالوا لترجعن مالكاً عن قتال المسلمين ، أو لنفعلنّ بك كما فعلنا بعثمان ، فاضطر إِلى ارجاع مالك بعد أن هزم الجمع وولّوا الدبر ، فحملوه على التحكيم ، فأراد أن يبعث عبد اللّه بن عباس فأبوا إلا أن يبعث أبا موسى الأشعري ، فلمّا كان التحكيم قالت الخوارج : لِمَ حكمت في دين اللّه الرجال ؟ لا حكم إِلا للّه ، فمن هنا سمّوا ( المحكّمة ) وبعد أن رجع أمير المؤمنين من صفّين وهم مصرّون على المروق والعصيان اجتمعوا بحروراء قرب الكوفة فسمّوا ( الحروريّة ) .
وكان آخر أمرهم أن قتل أمير المؤمنين بالنهروان من أصرَّ منهم على المروق ، بعد أن أقام عليهم الحجج ، وقطع المعاذير ، وبعد أن عاثوا في الأرض فساداً ، وقتلوا خباباً أحد خيار الصحابة ، وبقروا بطون الحبالى .
ولم يستأصل تلك الروح استئصالهم بالنهروان ، وما زال في كلّ عصر وزمن قوم على ذلك الرأي والمروق ، وقد أزعجوا الملوك والولاة في تلكم الأعصر ، وكلّما فني قوم منهم نبغ آخرون ، وكانت الناس منهم على رهبة ووَجَل لما يلاقونه منهم من الفتك الذريع والعمل الفظيع ، والقسوة وانتهاك الحرمة ، وكانوا يحاربون الملوك والولاة عن عقيدة واطمئنان ، فمن ثمّ تجدهم يستبسلون ويحاربون بشجاعة ورباطة جأش ، فلا تقف الناس لهم وإن كانوا أضعافهم ،

59

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست