وأمّا المعاد فيعتقدون فيه أن اللّه جلّ اسمه يعيد الناس للحساب بتلك الأجسام التي كانت في الدنيا ، وهي التي تنعّم في الجنان ، أو تعذّب في النيران . وأمّا أفعال العباد فيعتقدون أنها أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض أي أنّ اللّه تعالى لم يجبر الخلق على أفعالهم حتى يكون قد ظلمهم في عقابهم على المعاصي ، بل لهم القدرة والاختيار فيما يفعلون ، ولا فوّض اللّه إليهم خلق أفعالهم حتى يكون قد خرج من سلطان قدرته على عباده ، بل له الحكم والأمر وهو قادر على كلّ شيء ومحيط بالعباد . وربّما يهيّئ اللّه تعالى للعبد أسباب الطاعة والهداية ، كما يصدّ عنه أسباب العصيان والضلالة ، لطفاً منه بعبده ، وهذا ما نسمّيه بالتوفيق . وهذا بعض ما تعتقده الإماميّة في الوجود والوحدانيّة ، والصفات ، وفي النبوّة والإمامة والمعاد ، وفي أفعال العباد . وذكرنا لذلك كان استطراداً على سبيل الايجاز ، واستيفاء الكلام على هذه المعتقدات في كتب الكلام والاعتقاد . والإماميّة اليوم هم السواد الأعظم من الشيعة في جميع الأقطار الاسلاميّة وكتبهم في العلوم كافّة من أوّل يوم ابتدأ فيه التأليف حتّى اليوم مبثوثة بين الأمم يقرأها الحاضر والبادي ، والعالم والجاهل . وليس اليوم غير الإماميّة ، والزيديّة ، والإسماعيليّة ، فرقة ظاهرة تعرف اللّهمّ سوى بعض الفِرق الغالية التي تنتمي إِلى التشيّع . ولمّا كان كلامنا عن الفِرق التي كانت في عهد الصادق عليه السّلام أهملنا عن بعض الفِرق التي حدثت بعد الصادق عليه السّلام أمثال الفطحيّة والناووسيّة والواقفيّة .