responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 36


ولقد كانت أيام بني أميّة ألف شهر وقد قتلوا فيها الأماثل من العلويّين ولو حسبت من بدء أيام بني العبّاس إلى ألف شهر لوجدت إن العبّاسيّين قد قتلوا من العلويين أضعاف ما قتله الأُمويّون ، وما قتلوهم إلا وهم عالمون بما لهم من فضل وقربى ، وهذا موسى بن عيسى الذي حارب أهل فخ يقول عن الحسين صاحب فخ وأصحابه : هم واللّه أكرم خلق اللّه وأحقّ بما في أيدينا منّا ولكنّ المُلك عقيم ، لو أنّ صاحب هذا القبر - يعني النبي صلّى اللّه عليه وآله - نازعنا المُلك ضربنا خيشومه بالسيف . [1] على أن هذا الآثم الجريء اعترف بذنبه ، ولكنه لم يذكر الحقيقة كلّها لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والصفوة من آله لم يطلبوا المُلك للمُلك ، وإِنَّما يطلبونه للدين وللأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولإزالة البدع والضلالات ولو طلبوا المُلك للمُلك لما رشقنا الأمويّين والعبّاسيّين بنبال اللوم على ما جنوه مع الطالبيّين ، وهل يُلام الظافر بقرينه إِذا تجالد على السلطان .
أترى أن الحسين في نهضته ، وزيداً في وثبته ، ويحيى في جهاده ، والحسين بفخّ في دفاعه ، وأمثالهم من الطالبيّين أهل الدين والبصائر ، كانوا يضحُّون بالنفس والنفائس لأجل السلطان ، وكيف يتطلّبون الدنيا محضاً وهم دُعاة الدين ، وأدلاء الهدى ، ومصابيح الرشاد ، وكيف يتطلّبون المُلك وهم يعلمون أن ما لديهم من قوَّة لا يفوز بها الناهض بالظفر والنصر ، نعم ضحّوا بتلك النفوس الثمينة والنفائس لما عرفوه من أن الدين أنفس من نفوسهم ، ومن استغلى الثمن هان عليه البيع ، وهل عرف الناس الحقّ صراحاً ، والدين يقيناً ، إِلا بعد تلك القرابين ، وهل ظهر الحقّ على الباطل في الحجّة والبرهان إِلا بعد ذلك الفداء .



[1] مقاتل الطالبيّين في مقتل الحسين بن علي صاحب فخ .

36

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست