زمام الأمر إِلا وأرسل خلف أبي جعفر الجواد عليه السلام وحبسه ، وما أطلقه من السجن حتّى دبَّر الحيلة في قتله بالسمّ ، وأرسل المتوكّل خلف أبي الحسن الهادي عليه السلام وجدَّ في النيل من كرامته إلى أن هلك ، وما زال يلاقي من ملوك العبّاسيّين ضروب الأذى والتضييق ، يسجن مرَّة ويطلق أُخرى إلى أن سقاه المعتز السمّ ، وبقي ولده أبو محمّد الحسن عليه السلام في سامراء ، لا يأذنون له بالإياب إلى المدينة ، ولا يتركونه قارّاً في بيته ، بل يحبسونه مرَّة ويطلقونه أُخرى ، إلى أن قضي بسمّ المعتمد ، وصار يفحص عن ابنه أبي القاسم حين علم أن له ولداً ابن خمس يريد أن يقبضه ليقضي عليه ، فتغيّب هارباً من جورهم وفتكهم حتى اليوم . أباد الأمويّون جماعة من العلويّين بالسمّ والحبس والقتل والصلب أمثال زيد ويحيى وفئة أُخرى يوم الحرَّة ، وعبد اللّه أبي هاشم بن محمّد بن الحنفيّة على قول وغيرهم ، وأين هؤلاء من تلك العدَّة التي أبادها العبّاسيّون وكفى منهم قتلى فخ والعصابة التي قضوا في قعر السجون ، وما ارتقى العرش عبّاسي إلا وقتل جماعة من العلويّين . هرب من جور الأمويّين أمثال يحيى وعبد اللّه الجعفري وعدّة أخرى ولكن أنَّى تُقاس كثرة بالذين هربوا واختفوا خوفاً من العبّاسيّين ، وأين أنت عن القاسم وأحمد ابني الإمام الكاظم عليه السلام وعيسى بن زيد وغيرهم ، بل لم ينتشر العلويّون في الأقطار النائية كالهند وإيران إلا هرباً من بني العبّاس وحذراً من بطشهم ، وكان الكثير منهم يخفي نسبه حذراً من ولاتهم . ولئن غدر الأمويّون ببعض العلويّين والعبّاسيّين فقتلوهم سمّاً فلا تسل عمّن غدر به العبّاسيّون من العلويّين ، ولو تصفَّحت " مقاتل الطالبيّين " لعرفت ما ارتكبه منهم بنو العبّاس . ولئن أحرق الأمويّون بيوت أبناء الرسالة يوم الطف ، فلقد أحرق