responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 32


وأما بنو العبّاس ، فإنهم حين ملكوا الأمر ، وعبروا الجسر إلى مآربهم ، الجسر الذي أقاموه على أكتاف الشيعة ، ورفعوا أعمدته من جماجم أولئك السذّج ، عرفوا أن الحال إن هدأت سوف يحاسبهم الناس على الحقّ وموضعه والخلافة وأهلها ، لأنهم لم ينهضوا معهم إلا لهدم عروش أُميّة ، وللأَخذ بترات الدماء الزكيّة التي أُريقت من غير جرم ، ولبناء خلافة الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وما قاموا وقاوموا لأن يقيموا عرشاً لبني العبّاس دون بني علي فارتأى العبّاسيّون أن يفتكوا بالرجال الذين عبَّدوا لهم السبل ، ووطّدوا لهم الطريق لاعتلاء أسرَّة الحكم ، كأبي سلمة الخلال وغيره ، حذراً من ذلك الحساب ورأوا أن يضيِّقوا على أبناء علي ، ويضعوا عليهم العيون والرصد ، خوفاً من تلك النزعات التي تخالج نفوسهم أو يحملهم عليها الناس ، ورأوا أن يكمّوا أفواه الشيعة بالإرهاب خشية من ذلك السؤال والحساب .
فما كانت جناية أبناء عليّ لديهم إلا أنّهم أهل الحقّ والمقام ، وأهل البيعة والخلافة ، بالقرابة أو بالنصّ أو بالفضيلة .
ولم يكن شيء يدعوهم لإنزال الضربات بالعلويّين سوى أن العلويّين أجدر بالخلافة التي غلب عليها العبّاسيّون ، وأن العبّاسيّين لا يأمنون من وثباتهم ما برح لأبناء عليّ مكانة سامية بين الناس ، وما برح فيهم قروم تطمح إليهم الأنظار وتهوى إليهم القلوب ، فاتخذ العبّاسيّون الغضّ من كرامة آل الرسول صلّى اللّه عليه وآله والفتك بأولئك القروم ذريعة لميل النفوس وانكفاء الأهواء عنهم ، ولو حذرا من الفتك والبطش ، كما كان دأبهم الإرغام لمعاطس شيعة أهل البيت والتنكيل بهم ، لئلا تكون لهم قوَّة وشوكة يستعين بها أهل البيت على النهضة .
والفرق بين الأُمويّين والعبّاسيّين هو أن الذي دعا الأُمويّين لحرب الهاشميّين شيئان : الانتقام من الرسول ، والتسلّق للزعامة ، والذي دعا العبّاسيّين :

32

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست