وهذه لعمر الحقّ أكبر دلالة على الإمامة لو كان القوم طالبين للحقّ وللدلالة على الإمامة . وكان عبد اللّه النجاشي [4] زيديّاً منقطعاً إلى عبد اللّه بن الحسن فدخل يوماً على الصادق عليه السلام فقال له : ما دعاك إلى ما صنعت ، تذكّر يوم مررت على باب قوم فسال عليك الميزاب من الدار فسألتهم فقالوا : إِنه قذر ، فطرحت نفسك في النهر بثيابك فكانت منشغة [1] عليك فاجتمع عليك الصبيان يضحكون منك ويصيحون عليك ، فلمّا خرج من عند الصادق عليه السلام قال : هذا صاحبي دون غيره [2] . وجاء من عدَّة طرق دخول أبي بصير على الصادق عليه السلام وهو جُنب ، وردع الصادق إِيّاه ، ومن ذلك ما قاله أبو بصير ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام وأنا أريد أن يعطيني من دلالة الإمامة مثلما أعطاني أبو جعفر عليه السلام ، فلمّا دخلت وكنت جُنباً قال : يا أبا محمّد تدخل عليّ وأنت جُنب ، فقلت : ما عملته إِلا عمداً ، قال : أوَلم تؤمن ؟ قلت : بلى ولكن ليطمئن قلبي ، فقلت عند ذلك : إِنه إِمام [3] .
[4] أبو بجير الأسدي وكان والياً على الأهواز وبعد أن رجع إلى القول بإمامة الصادق صار يراسله ويسأله عن أشياء من وظيفته وللامام كتاب كبير أرسله إليه جواب سؤال منه ذكر فيه ما يجب عليه من السيرة والعمل الصالح ، وسنذكره في وصاياه . [1] تسيل . [2] المناقب ، وبصائر الدرجات : 5 / 265 وغيرها . [3] وسائل الشيعة : 1 / 490 / 3 وذكر بعض أحاديث أبي بصير الشيخ المفيد في الارشاد ، وابن بابويه في دلائل الإمامة ، والطبرسي في أعلام الورى وغيرهم .