وقال بكر بن محمّد الأزدي [3] : عرض [4] لقرابة لي ونحن في طريق مكّة ، فلّما صرنا إلى أبي عبد اللّه عليه السلام ذكرنا ذلك له وسألناه الدعاء له ففعل ، قال بكر : فرأيت الرجل حيث عرض له ، ورأيته حيث أفاق [5] . وجاءه شيخ وهو تحت الميزاب في البيت ومعه جماعة من أصحابه فسلّم عليه ، ثمّ قال : يا ابن رسول اللّه إِني أحبّكم أهل البيت وأبرأ من عدوّكم وإِني بُليت ببلاء شديد ، وقد أتيت البيت متعوّذاً به ممّا أجد ، ثمّ بكى واكبّ على الصادق يقبّل رأسه ورجليه والصادق يتنحّى عنه فرحمه وبكى ، ثمّ قال : هذا أخوكم وقد أتاكم متعوّذاً بكم فارفعوا أيديكم ، فرفع الصادق يديه ورفع القوم أيديهم ، ثمّ قال : اللّهم إِنك خلقت هذه الأنفس من طينة أخلصتها ، وجعلت منها أولياءك وأولياء أوليائك ، وإِن شئت أن تنحي عنهم الآفات فعلت ، اللّهمّ وقد تعوّذنا ببيتك الحرام الذي يأمن به كلّ شيء وقد تعوّذ بنا ، وأنا أسألك يا من احتجب بنوره عن خلقه أسألك بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين يا غاية كلّ محزون وملهوف ومكروب ومضطرّ مبتلى أن تؤمنه بأماننا ممّا يجد ، وأن تمحو من طينته ممّا قدّر عليها من البلاء ، وأن تفرّج كربته يا أرحم الراحمين ، فلما فرغ من الدعاء انطلق الرجل فلمّا بلغ باب المسجد رجع وبكى ، ثمّ قال : اللّه أعلم حيث يجعل رسالته ، واللّه ما بلغت باب المسجد وبي ممّا أجد قليل ولا كثير [1] .
[3] روى عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وهو من ثقات الرواة وروى عنه الكثير منهم . [4] أصابه جنون . [5] بحار الأنوار : 47 / 122 / 170 عن قرب الاسناد ، وهو لأبي جعفر محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري القمّي طاب ثراه ، وهو من وجوه الأصحاب وثقاتهم ، وقد كاتب صاحب الأمر عجّل اللّه فرجه وسأله مسائل في أبواب الشريعة ، وله إخوة وهم جعفر وأحمد والحسين وكلّ منهم له مكاتبة ، وقيل إِن الكتاب لأبيه . [1] بحار الأنوار : 47 / 122 / 170 .