واستحال وجه يونس بن عمّار [1] إلى البياض فنظر الصادق عليه السلام إلى جبهته فصلّى ركعتين ، ودعا ببعض الدعوات فما خرج من المدينة حتّى ذهب ما كان بوجهه من البياض [2] . وقال طرخان النخاس [3] : مررت بأبي عبد اللّه عليه السلام وقد نزل الحيرة ، فقال : ما علاجك ؟ قلت : نخّاس ، قال : أصب لي بغلة فضخاء ، قلت : جُعلت فداك وما الفضخاء ؟ قال : دهماء بيضاء البطن بيضاء الأفخاذ بيضاء الجحفلة [4] فقلت : واللّه ما رأيت مثل هذه الصحيفة ، فرجعت من عنده فساعة دخلت الخندق إذا أنا بغلام قد أسقى بغلة على هذه الصفة ، فسألت الغلام : لمن هذه البغلة ؟ قال : لمولاي ، قلت يبيعها ؟ قال : لا أدري ، فتبعته حتّى أتيت مولاه فاشتريتها منه وأتيته فقلت : هذه الصفة التي أردتها جُعلت فداك ادع اللّه لي ، فقال : أكثر اللّه مالك وولدك ، قال : فصرت من أكثر أهل الكوفة مالاً وولداً [5] . وسأله حمّاد بن عيسى [6] أن يدعو اللّه بأن يرزقه ما يحجُّ به كثيراً وأن يرزقه ضياعاً حسنة وداراً حسنة وزوجة من أهل البيوتات صالحة وأولاداً أبراراً ، فدعا له الصادق عليه السلام بما طلب ، وقيّد الحجّ بخمسين حجّة ، فرزقه اللّه جميع ما سأله ، وحجَّ خمسين حجّة ، ولمّا ذهب في الواحدة
[1] الصيرفي الكوفي وهو أخو إِسحاق وإِسماعيل الثقتين ، ولربّما عدّ يونس أيضاً في الثقات . [2] مناقب ابن شهرآشوب : 4 / 232 . [3] النخاس : بيّاع الرقيق وبيّاع الدواب ودلالها . [4] بتقديم الجيم المعجمة على الحاء المهملة ، وهي لذوات الحافر كالشفّة للانسان . [5] بحار الأنوار : 47 / 152 / 200 . [6] الجهني البصري ، وكان من ثقات أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام .