responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 252


بيَد أننا نحتاج إلى تصديق تلك الآيات التي جرت على غير العادة في الأسباب مع إِمكانها إلى المشاهدة مع الحضور ، والى صحّة النقل مع الغيبة .
* * * وهذه الآيات والكرامات كما تكون للأنبياء تكون لأوصيائهم بذلك الغرض الذي دعا الأنبياء إلى الإتيان بها ، فإن إِرسال الأنبياء ما كان إِلا لإرشاد الناس إلى معرفة الخالق جلّ شأنه والى عبادته ، وإِن نصب الأوصياء ما كان إِلا لدلالة على تلك المعرفة ، والإشارة إلى الصحيح من تلك العبادة ، فالحجّة إِذن كما تدعو إلى المعجزة في النبي تدعو إليه في الإمام الوصي .
ولا فرق في المعجز عند الحاجة إليه في الإمكان عليه بين إحياء الموتى وخلق الطير وبين إِنطاق الحجر والشجر ، ولا بين غيرهما ممّا هو أقلّ شأناً لأن القدرة منه تعالى على الجميع واحدة ، ولا فرق لديه سبحانه في الخلق بين الذرَّة والطود ولا بين السّموات والحشرات ، فلا ينبغي لذي بصر أو بصيرة أن يستنكر أمثال إِحياء الأموات وجعل التراب ذهباً والإخبار عن الغيب من الأنبياء والأوصياء بعد ثبوت النبوّة والإمامة الإلهيّتين ، في حين أنه لا يستنكر منهم إِنباط الماء وإِنزال الغيث وإِطعام الناس العنب لغير أوانه وأشباه ذلك ، وما هما إِلا واحد في القدرة ، وسواء في الإمكان وسيّان عند الحاجة .
فالصادق عليه السلام إذا كان إِماماً معصوماً منصوباً منه تعالى لتنفيذ شريعة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وجب عليه الدلالة علي إِمامته بالمعجز عند الحاجة إليه ، وعند الأمن من الخطر ، كما وجب على النبي عند الدعوة ، هذا عند الإماميّة ، وأمّا أهل السنّة فالصادق لديهم من العترة الطاهرة الذي جمع الفضائل كلّها ، كما أفصحت به كلماتهم ، ورويناه عنهم في عنوان - من هو الصادق - ص 71 ، فلا غرابة لديهم لو ظهرت له الآيات والكرامات بل لقد رووها عنه وآثروا نقلها ، فلا

252

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست