responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 250


وأمّا الصناعة فإنما هي أيضاً علم تجري على النواميس الطبيعيّة ، يقوى عليها مَن تعلّمها ، ويعرف طبائع الأشياء وتركيبها .
ولربّما يقال : إِن العلم يرفض المعجز إذا كان جارياً على غير النواميس الطبيعيّة ، لأن به جرياً على غير الأسباب العاديّة ، وكيف يمكن أن تجري الأمور على غير أسباب اعتياديّة ، والجواب عنه من وجوه :
1 - إِن القرآن صريح بإتيان الأنبياء بتلك الآيات الخارقة للعادة الجارية على غير النواميس الطبيعيّة ، مثل سلامة إِبراهيم من النار ، وإِتيان الطيور له بعد تقطيعها ، وجعل موسى يده بيضاء من غير سوء وعصاه حيَّة تسعى ، وإِبراء عيسى الأمراض التي عجز الطبّ عن إِبرائها كالأكمه والأبرص وأعظم منه إِحياؤه الموتى ، وخلقه الطير ، إلى ما سوى هذه الآيات ، وما قيمة العلم إذا خالف صريح القرآن ، بل لا يكون هذا علماً صحيحاً لوجود الخطأ في بعض مقدّماته .
2 - إِن هذه الآيات إِن كانت ممكنة في حدّ ذاتها فلأيّ شيء نجحدها وهي غير مستحيلة ، مع أن الحاجة ماسّة إليها ، وقدرة اللّه تعالى شاملة لا يشوبها نقص ولا عجز ، إِنه على كلّ شيء قدير .
نعم إِنما نمنع الأشياء المستحيلة بالذات والعرض كإيجاده لشريك له ، وجمعه بين النقيضين والضدّين ، وجعله الدنيا على كبرها في البيضة على صغرها ، لأن المحلّ غير صالح ، فالنقص من جهة المقدور لا من جهة القدرة ، وأمّا مثل تكلّم الحصا وانشقاق القمر ومشي الشجر ، وما ضارع هذا ، فلا مانع فيه من جهة المحلّ وقابليّته ، ولا من جهة القدرة منه تعالى عليه .
3 - إذا أحلنا هذه الآيات عليه تعالى ، فأيّ شيء يكون المصدق لدعوى الأنبياء النبوّة ، وإذا جازت النبوّة بلا دليل فكلّ أحد يمكن أن يدّعيها ، فأيّ

250

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست