responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 249


ما الآية ؟
جدير بهذا السؤال العناية والنظر ، لأن تصديق النبوّة متوقّف على صحّة الآية .
وإِخال أن الجواب عنه سهل جدّاً ، نظراً إلى ما جاء في الكتاب المنير من استطراد آيات الأنبياء والرسل ، فإنك إذا نظرت إلى آية موسى وهي اليد البيضاء والعصا ، وآية عيسى وهي إِبراء الأكمه والأبرص وإِحياء الموتى وخلق الطير ، وآية محمّد صلّى اللّه عليه وآله وهي القرآن نفسه ، لعرفت أن آيات الأنبياء ما يعجز البشر بما هو بشر وبما له من علم وقوّة عن الإتيان بمثلها ، ومَن الذي يقدر بعلمه وقوّته وقدرته أن يجعل النار برداً وسلاماً ، ويقطّع الطير أجزاء ويفرّقها على الجبال فيدعوها فتأتي إليه فتأتلف بيده بعد ما كانت أجزاء متفرّقة ويجعل يده بيضاء من غير سوء متى أراد ، وعصاه حيّة تسعى تلقف ما يأفك الساحرون ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى ، ويجعل من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً ، ويجاري القرآن في خصوصيّاته أجمع ، إلى غير ذلك من آيات الأنبياء التي نطق بها القرآن الحكيم .
وبذلك تعرف الفارق بين المعجزة والسحر ، وبينها وبين هذه الصناعة في هذا العصر ، لأن المعجزة ما جرت على غير النواميس الطبيعيّة ، غير أن الشيء المعجز لا بدّ أن يكون في نفسه ممكناً ذاتيّاً لأن المحال لا يقع ، ولا تجري المعجزة إِلا على أيدي أفذاذ من البشر عند الدعوة إليه تعالى ، والدلالة عليه سبحانه ، لأن المفروض أنها فوق مستوى قدرة البشر فلا تكون إِلا من موهبة من اللّه تعالى يمنحها من يشاء من عباده المقرَّبين .
وأمّا السحر فإنما هو فنّ يقوى عليه كلّ أحد إذا تعلّمه إِذ هو تخييل وتضليل ، وليس له واقع وحقيقة .

249

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست