responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 240


وكبرياء ، تلك الهيبة التي لا تكون باللباس المستعار ، بل هي التي يفيضها اللّه تعالى على من يشاء من عباده ، تلك الهيبة التي لا يزيلها التواضع وحسن الخُلق والانبساط ، تلك التي يلبسها العلم والعمل به ، من أراد عِزَّاً بلا عشيرة وهيبةً بلا سلطان ، فليخرج من ذلّ معصية اللّه إلى عِزّ طاعته ، وإِن مَن خاف اللّه أخاف منه كلّ شيء ، ومن لم يخف اللّه أخافه من كلّ شيء ، وهذه الهيبة جديرة بأن تسمّى الهيبة الذاتيّة .
إِن المنصور كان صاحب تلك الهيبة المصطنعة ، ومن أوسع منه مُلكاً ، وأكثر جنداً ، وأقوى فتكاً ؟ ولكنه كان إذا نظر إلى جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام وهو عازم على قتله هابه وانثنى عن عزمه .
يقول المفضّل بن عمر : إِن المنصور قد همّ بقتل أبي عبد اللّه عليه السلام غير مرّةً فكان إذا بعث إليه ودعاه ليقتله فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله [1] ولا تختلف هذه الهيبة لأبي عبد اللّه عليه السلام باختلاف الناس معه فإن كلّ واحد يشعر من نفسه بتلك الهيبة له ، سواء الوليّ والعدوّ ، والمؤالف والمخالف ، فهذا هشام بن الحكم كان جهميّاً قبل أن يقول بالإمامة ، ولمّا التقى بالصادق عليه السلام في صحراء الحيرة سكت وأطرق هيبةً وإِجلالاً وهو اللّسن المفوّه ، فأحسّ أن هذه الهيبة هي الهيبة التي يجلّل اللّه بها أنبياءه وأوصياءهم عليهم السلام [2] .
وهذه الهيبة التي أحسّها هشام يوم كان جهميّاً كان يحسّها يوم كان إِماميّاً وكانت بين هشام وبين عمرو بن عبيد مناظرة في الإمامة ، وقد قصد هشام عَمراً إلى البصرة ، فسأله الإمام عمّا كان بينهما ليحكي له ما كان ، فقال



[1] مناقب ابن شهرآشوب : 4 / 238 .
[2] رجال الكشي : ص 166 .

240

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست