والسلاطة [1] من النفاق [2] . ونهى أهل بيته عن الصعود فوق البيت فدخل يوماً فإذا جارية من جواريه ممّن تربّي بعض وُلدِه قد صعدت في سلّم والصبيّ معها ، فلما بصرت به ارتعدت وتحيّرت وسقط الصبيّ إلى الأرض فمات ، فخرج الصادق وهو متغيّر اللون فسئل عن ذلك فقال : ما تغيّر لوني لموت الصبي وإِنما تغيّر لوني لِما أدخلتُ على الجارية من الرعب ، وكان قد قال لها : أنتِ حُرَّة لوجه اللّه لا بأس عليك ، مرّتين [3] . وما كان هذا رأيه مع أهله وغلمانه فحسب بل كان ذلك شأنه مع الناس كافّة ، فإنَّه نام رجل من الحاجّ في المدينة فتوهّم أن هميانه سُرِق فخرج فرأى الصادق مُصلّياً ولم يعرفه فتعلّق به وقال : أنت أخذت همياني ، قال : ما كان فيه ؟ قال : ألف دينار ، فحمله إلى داره ووزن له ألف دينار ، وعادَ الرجل إلى منزله ووجد هميانه ، فعادَ إلى الصادق معتذراً بالمال ، فأبى قبوله ، وقال : شيء خرج من يدي لا يعود إِليّ ، فسأل الرجل عنه ، فقيل : هذا جعفر الصادق ، قال : لا جرم هذا فعال مثله [4] . بل دأب على هذه الخِلّة حتى مع ألدّ أعدائه ، فإنّه لمّا سرّحه المنصور من الحيرة خرج ساعة أذِن له وانتهى إلى موضع السالحين في أوَّل الليل فقال له : لا أدعك أن تجوز فألّح عليه وطلب إليه فأبى إِباءً شديداً وكان معه من