للصادق عليه السلام [3] . ودخل عليه أشجع السلمي [4] فوجده عليلاً فجلس وسأل عن علّة مزاجه ، فقال الصادق له : تَعَدّ عن العلّة واذكر ما جئت له ، فقال : ألبسك اللّه منه عافية * في نومك المعتري وفي أرقك يخرج من جسمك السقام كما * أخرج ذلّ السؤال من عنقك فقال : يا غلام أيّ شيء معك ، قال : أربعمائة ، قال : أعطها لأشجع [1] . ودخل عليه المفضّل بن قيس بن رمّانة ، وكان من رواته الثقات وأصحابه الأخيار فشكا إليه بعض حاله وسأله الدعاء ، فقال : يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر ، فجاءت بكيس ، فقال : هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به ، فقال له : لا واللّه جُعلت فداك ما أردت هذا ولكن أردت الدعاء ، فقال له : ولا أدَع الدعاء ، ولكن لا تخبر الناس بكلّ ما أنت فيه فتهون عليهم [2] . وهذه بعض نفحاته الجزيلة ، وما ذكرناها إِلا مثالاً لذلك الخلق السامي وتدليلاً على تخلقه بهذه الخلّة الحميدة ، ولا نريد أن نذكر له كلّ نفحة طيّبة وبما مضى ويأتي كفاية .
[3] بحار الأنوار : 47 / 61 . [4] هو من الشعراء المجيدين والمجاهرين بالولاء والحبّ لأهل البيت ، ترجم له في الأغاني : 17 / 30 وأعيان الشيعة : 13 / 346 . [1] مناقب ابن شهرآشوب : 4 / 274 . [2] الكشي : ص 121 .