الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمين ، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم وكان يقول الحقّ ويعمل به ، ثمّ لم نجد أحداً عاب عليه ذلك . فتأدّبوا أيّها النفر بآداب اللّه عزّ وجل للمؤمنين ، اقتصروا على أمر اللّه ونهيه ، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم ممّا لا علم لكم به ، وردّوا العلم إِلى أهله تؤجروا وتعذروا عند اللّه تبارك وتعالى ، وكونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه ، وما أحلّه اللّه فيه ممّا حرّم فإنه أقرب لكم من اللّه ، وأبعد لكم من الجهل ، ودعوا الجهالة لأهلها ، فإن أهل الجهل كثير ، وأهل العلم قليل ، وقد قال اللّه عزّ وجل : " وفوق كلّ ذي علم عليم " [1] . أقول : ما أوقع الناس في مهامه الجهالة ، ومتائه الضلالة إِلا الاعتماد على آرائهم وخواطرهم دون أن يراجعوا في الكتاب والسنّة إلى الثقل الثاني - العترة - علماء الكتاب والسنّة ، وقد رأيت كيف أوضح لهم الحقّ في شأن الزهد . مناظرته في صدقة لا ريب في أن الناس تقع بالجهل والتيه إذا اعتمدوا على أنفسهم دون أن يرجعوا إلى أهل العلم الصادق ، فيكون الجاهل تائهاً في قفار الجهل ويحسب أنه عالم بالشريعة ، ومن الذي يرشده إلى الهدى والناس مثله إذا لم يكن المرشد العالم بالشريعة كما جاءت . ولقد كانت بين الصادق عليه السلام وبين جاهل يدّعي العلم مناظرة في
[1] يوسف : 76 ، وهذه المناظرة في أوّل كتاب المعيشة من فروع الكافي .