وأحسن منهم الضعف والعجز ونسخه بالرجلين تنظيراً لكلامه الأوّل . ثمّ قال عليه السلام : واخبروني أيضاً عن القضاة أجورة [1] هم حيث يقضون على الرجل منكم نفقة امرأته إذا قال : إِني زاهد وإِني لا شيء لي ؟ فإن قلتم جورة ظلمتم أهل الاسلام ، وإِن قلتم بل عدول خصمتم أنفسكم ، وحيث يردون صدقة من تصدق على المساكين عند الموت بأكثر من الثلث . أقول : وذلك فيما إذا أوصى أحد بأكثر من ثلث ماله بعد الموت ، فإنها لا تمضي الوصيّة إِلا في الثلث دون ما زاد ، وقوله " وحيث يردون " أي يرد القضاة . ثمّ قال عليه السلام : أخبروني لو كان الناس كلّهم كالذين تريدون زهّاداً لا حاجة لهم في متاع غيرهم ، فعلى من يصدق بكفّارة الأيمان والنذور والصدقات من فرض الذهب والفضّة والتمر والزبيب وسائر ما أوجب فيه الزكاة من الإبل والبقر والغنم وغير ذلك ؟ إذا كان الأمر كما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئاً من عرض الدنيا إِلا قدمه وإِن كان به خصاصة ، فبئس ما ذهبتم فيه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب اللّه عزّ وجل وسنّة نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل ، وردّكم إِيّاها بجهالتكم وترككم النظر في غرائب القرآن من الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه والأمر والنهي . واخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود عليهما السّلام حيث سأل اللّه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، فأعطاه اللّه عزّ وجلّ اسمه ذلك ، وكان يقول الحقّ ويعمل به ، ثمّ لم نجد اللّه عزّ وجل عاب عليه ذلك ولا أحد من المؤمنين ، وداود النبي قبله في ملكه وشدّة سلطانه . ثمّ يوسف النبي عليه السلام حيث قال لملِك مصر : اجعلني على خزائن الأرض إِني حفيظ عليم ، فكان من أمره