رؤساء المعتزلة في البيعة لمحمّد دخل عليه أناس من المعتزلة ، وفيهم عمرو بن عبيد ، وواصل بن عطاء وحفص بن سالم [1] وأناس من رؤساء المعتزلة ، وذلك حين قتل الوليد واختلف أهل الشام بينهم ، فتكلّموا وأكثروا ، وخطبوا فأطالوا ، فقال لهم الصادق عليه السلام : إِنكم قد أكثرتم عليّ فأطلتم فأسندوا أمركم إلى رجل منكم ، فليتكلّم بحجّتكم وليوجز ، فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فأبلغ وأطال ، فكان فيما قال : قتَل أهلُ الشام خليفتهم ، وضرب اللّه بعضهم ببعض وتشتّت أمرهم ، فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقل ومروّة ومعدن للخلافة ، وهو محمّد بن عبد اللّه بن الحسن ، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ثمّ نظهر أمرنا معه ، وندعو الناس إليه ، فمن بايعه كنّا معه وكان معنا ، ومن اعتزلنا كففنا عنه ، ومن نصب لنا جاهدناه ، ونصبنا له على بغيه ، ونردّه إلى الحقّ وأهله ، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فإنه لا غناء لنا عن مثلك ، لفضلك وكثرة شيعتك . فلما فرغ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : أكلكم على مثل ما قال عمرو ؟ قالوا :
[1] أمّا عمرو بن عبيد فهو بصري من تلامذة الحسن البصري ، وشهرته تغني عن تعريفه ، وهو ممّن لقي الصادق وروى عنه ، وسأله عن الكبائر فأجابه عليه السّلام عنها مفصّلاً ، وكانت ولادته عام 80 ووفاته 144 . وأما واصل فشهرته أيضاً تغني عن بيان حاله ، وكان بليغاً فصيحاً وهو من رؤساء المعتزلة ، وكان يلثغ بالراء ويتجنّبها في كلامه ، ولد عام 80 ومات 131 . وأمّا حفص فلم أظفر بترجمته غير أن في ميزان الاعتدال ذكر حفص بن سلم أبا مقاتل السمرقندي وقد طعن فيه . قال أبو الفرج في المقاتل : كان اجتماعهم في دار عثمان بن عبد الرحمن المحزومي للمذاكرة في أمر من يقوم بالناس فرجّحوا محمداً قبل أن يغدوا على الصادق عليه السلام .