وجُعلت القدم مخصّرة [1] لأن المشي إذا وقع على الأرض جميعه ثَقل ثُقل حجر الرحى ، فإذا كان على طرقه [2] دفعه الصبي ، وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل . فقال له الهندي : من أين لك هذا العلم ؟ فقال عليه السّلام : أخذته عن آبائي عليهم السّلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عن جبرئيل عن ربّ العالمين جلّ جلاله الذي خلق الأبدان والأرواح ، فقال الهندي : صدقت وأنا أشهد أن لا إِله إِلا اللّه وأن محمّداً رسول اللّه وعبده وأنك أعلم أهل زمانه [3] . تفضيل النبي صلّى اللّه عليه وآله قال أبو خنيس الكوفي : حضرت مجلس الصادق عليه السّلام وعنده جماعة من النصارى ، فقالوا : فضل موسى وعيسى ومحمّد سواء ، لأنهم عليهم السّلام أصحاب الشرائع والكتب ، فقال عليه السّلام : محمّد أفضل منهما عليهما السّلام وأعلم ، ولقد أعطاه اللّه تبارك وتعالى من العلم ما لم يعطِ غيره ، فقالوا : آية من كتاب اللّه تعالى نزلت في هذا ؟ قال عليه السّلام : نعم قوله تعالى " وكتبنا له في الألواح من كلّ شيء " [4] وقوله تعالى لعيسى : " وليبيّننّ لكم بعض الذي تختلفون فيه " [5] وقوله تعالى للسّيد المصطفى صلّى اللّه عليه وآله " جئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزَّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء " [6] وقوله تعالى : " ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عدداً " [7] فهو واللّه أعلم منهما ،
[1] متخصّرة في نسخة . [2] وفي نسخة حرفه . [3] بحار الأنوار : 10 / 207 . [4] الأعراف : 145 . [5] الزخرف : 63 . [6] النحل : 89 . [7] الجن : 28 .