الأرض إِله ، وفي البحار إِله ، وفي القفار إِله ، وفي كلّ مكان إِله ، قال : فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته ، فقال : هذه نقلت من الحجاز [1] . وسأل أبو شاكر هشام بن الحكم يوماً فقال : ألك رب ؟ فقال : بلى ، فقال : أقادر هو ؟ قال : نعم قادر ، قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا ؟ قال هشام : النظرة ، فقال له : قد أنظرتك حولاً ، ثمّ خرج عنه ، فركب هشام إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام فاستأذن عليه فأذن له ، فقال له يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أتاني عبد اللّه الديصاني بمسألة ليس المعوّل فيها إِلا على اللّه وعليك ، فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام : يا هشام كم حواسّك ؟ قال : خمس ، قال : أيّها أصغر ؟ قال : الناظر ، قال : وكم قدر الناظر ؟ قال : مثل العدسة أو أقلّ منها ، فقال له : يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى ، فقال : أرى سماءً وأرضاً ودوراً وقصوراً وبراري وجبالاً وأنهاراً ، فقال له أبو عبد اللّه : إِن الذي قدرَ أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقلّ منها قادر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة ، فأكبّ هشام عليه يقبّل يديه ورأسه ورجليه ، وقال : حسبي يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وانصرف إلى منزله . أقول : إِن هذا الجواب صدر عن الإمام عليه السلام على سبيل الإسكات والإقناع ، والجواب البرهاني أن يقال : إِن اللّه تعالى لا يقدر على مثل ذلك لأنه محال والمحال غير مقدور له ، كما أنه لا يقدر على إِيجاد شريك له وعلى الجمع بين النقيضين والضدّين ، وهذا ليس من النقص في القدرة بل للنقص في المقدور ، لأن القدرة تحتاج إلى أن يكون متعلّقها ممكناً في ذاته ، والفرق واضح بين النقص في القدرة والنقص في المقدور ، ولعلّ الديصاني لو أجيب بمثل هذا لما اقتنع به أو لما عقله .