responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 202


وناظر الصادق عليه السلام يوماً في تبديل الجلود في النار ، فقال : ما تقول في هذه الآية " كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها " [2] هب هذه الجلود عصت فعذّبت فما بال الغير يعذّب ؟ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ويحَك هي هي وهي غيرها ، قال : اعقلني هذا القول ، فقال له : أرأيت لو أن رجلاً عهد إلى لبنة فكسرها ثم صبّ عليها الماء وجبلها [3] ثم ردّها إلى هيئتها الأولى ، ألم تكن هي هي وهي غيرها ؟ فقال : بلى أمتع اللّه بك [4] .
أقول : هذا ما توصّل إليه عظماء الفلاسفة بعد جهد وبحوث طويلة في تحليل صحّة عذاب الانسان المجرم ، مع أن ذرّات جسمه الذي وقع منه الجرم تتبدّل وتتحوّل دائماً " بل هم في لبس من خلق جديد " [5] . وبهذا البيان الدقيق يجاب عن شبهة الآكل والمأكول المعروفة ، فمن أين تعلم هذه الفلسفة الدقيقة في تلك العصور التي ما شمّت رائحتها ؟ إِنه الإمام ، وكفى .
وكان لأبي شاكر الديصاني - أحد ملاحدة العرب - مع الصادق عليه السّلام مناظرات وأسئلة ، وأخرى بينه وبين هشام بن الحكم ويفزع هشام بها إلى إِمامه الصادق عليه السّلام ، قال يوماً لهشام : إِن في القرآن آية هي من قولنا ، قال هشام : وما هي ؟ فقال :
" وهو الذي في السماء إِله وفي الأرض إِله " [1] قال هشام : فلم أدر بمَ أجيبه ، فحججت فخبّرت أبا عبد اللّه عليه السلام ، قال : هذا كلام زنديق خبيث ، إذا رجعت إليه فقل له ما اسمك بالكوفة ؟ فإنه يقول لك فلان فقل له : ما اسمك بالبصرة ؟ فإنه يقول فلان ، فقل له : كذلك ربّنا في السماء إِله ، وفي



[2] النساء : 56 .
[3] طبعها وليّنها .
[4] الاحتجاج للشيخ الطبرسي : 354 .
[5] الدخان : 53 .
[1] الزخرف : 84 .

202

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست